دخلت محنة طفلة مغربية مقيمة بإسبانيا شهرها الثاني مع استمرار منعها من قبل إدارة مؤسسة تعليمية من الولوج إلى قاعات الدراسة بسبب ارتدائها الحجاب، ما ينذر بإثارة ضجة جديدة حول موضوع الحجاب في إسبانيا كما حدث في حالات سابقة. الطفلة المغربية، واسمها نجوى (13 سنة) وتتحدر من تنغير، تتابع دراستها بمعهد «فيليكس رودريغيز دي لا فوينتي» في بلدة «بورغوس» بشمال إسبانيا، وتلقى أبواها تحذيرا من الإدارة، منذ اليوم الأول، لبدء الموسم الدراسي بكون النظام الداخلي للمعهد يتضمن بندا يمنع على التلاميذ داخل الفصول وضع أي غطاء على الرأس، باستثناء الحالات الطبية التي تستوجب الأمر على أن تبرر ذلك بتقرير طبي معتمد. وتضطر الطفلة كل يوم إلى انتظار انتهاء الحصص الدراسية لتقوم بنسخ الدروس من بعض زميلات الفصل، لتقوم بمراجعتها في المكتبة التابعة للمركز، وحسب المعطيات التي نقلتها وسائل إعلام إسبانية، عن محامي العائلة المغربية، فقرار المركز، الذي يدعمه المجلس الجهوي للتعليم بالمدينة، لا يستند إلى أي مبررات قانونية، ولهذا كان من الضروري التوجه إلى القضاء للفصل في النازلة وتمكين الطفلة المغربية من حقها في التمدرس، «ونظرا لخطورة الفعل فقد قررنا تقديم شكوى ضد المدير أمام وزارة الوظيفة العمومية لأننا نعتبر أن ما أقدم عليه يدخل في باب الجرائم، ولإقدامه على عزل الطفلة عن زميلاتها كان يجب أن يكون آخر حل ولا شيء سيعوضها عن الضرر النفسي الذي سببه قرار حرمانها لأسابيع من الدراسة». ونقلت يومية «الباييس» الإسبانية رد إدارة المركز على محامي العائلة بالقول إن القرار الذي تم اتخاذه لا ينطوي على أي خلفية دينية ولا يعدو أن يكون فرضا لنظام داخلي يسير وفقه المعهد. واتهم مدير المركز والد الطفلة نجوى بأنه يتعمد إثارة الضجة حول موضوع ثانوي، لأن الأمر يتعلق بفرض نظام داخلي ولا علاقة له بخلفيات دينية أو رغبة في محاسبة المعتقدات الشخصية للتلاميذ، مضيفا أن هناك مراكز تعليمية أخرى لا يتضمن نظامها الداخلي شرط نزع أي غطاء للرأس وبإمكان الطفلة أن تتوجه إليها لمتابعة دراستها». اليومية نقلت عن الأب إبراهيم (40 سنة) الذي عمل سابقا في قطاع البناء ثم في معمل تابع للسكك الحديدية ومتوقف عن العمل منذ 9 أشهر بسبب انزلاق غضروفي، «هذا أول مشكل يعترضني منذ قدومي إلى هنا قبل عشر سنوات، وابنتي ارتدت الحجاب منذ كان عمرها 11 سنة بمحض إرادتها، حتى إننا فوجئنا بالأمر أنا ووالدتها، وطلبت منها غير ما مرة أن تزيله وهذا مدون في شهادة من المدير السابق للإعدادية التي كانت تدرس بها، ولو رحلت ابنتي إلى أي مؤسسة أخرى فإن ذلك سيكون لأنها أجبرت على ذلك من طرف الإدارة». أما الطفلة نجوى، فتقول حسب الباييس: «الأهم بالنسبة إلي هو ديانتي، ولا يمكنني أن أتخلى عن حجابي وكأني سأتخلى عن قطعة من جلدي».