عبد الحكيم اسباعي،ناظوربرس: اتخذت قضية حجاب التلميذة من أصول مغربية، نجوى ملهى أبعادا إعلامية وسياسية اكبر، بعد تشبث المؤسسة التي طردتها بقرارها، وإقدامها يوم الاثنين الماضي على طرد ثلاث تلميذات أخريات قمن بارتداء الحجاب تضامنا مع زميلتهن التي تم توقيفها من الدراسة منذ بداية شهر فبراير الماضي بسبب ارتدائها للحجاب. وأثارت هذه القضية ردود فعل غاضبة بين أوساط الجالية المسلمة باسبانيا، خصوصا بعد دخول السلطات التعليمية في جهة مدريد، على خط الجدل الدائر حول شرعية قرار الطرد الذي اتخذته المؤسسة في حق التلميذة تجوى، إذ اعتبرت هذه الأخيرة بأنها تدعم قرار فصلها من الدراسة، وفقا للقوانين الداخلية التي تقرها المراكز التعليمية "سواء أتاحت هذه الحجاب أم منعته"، مشيرة إلى الصلاحيات التي تتمتع بها المؤسسات التعليمية في سن القوانين الداخلية التي تناسبها. وأكدت مسؤولة التعليم بحكومة مدريد بأن التلميذة نجوى بإمكانها الالتحاق بمؤسسة أخرى بمدريد تبيح قوانينها الداخلية تغطية الرأس، إذا رفضت مؤسسة كاميلو خوسي ثيلا التراجع عن قرارها. ومن جهته، اعتبر والد نجوى في تصريحات متفرقة لوسائل الإعلام الاسبانية، أن ابنته قررت ارتداء الحجاب، بالرغم من دعوته لها بتأجيل الأمر بسبب توقعه لحصول مشاكل، إلا انه لا يرى في ارتداء الحجاب إلا مظهرا من مظاهر الحرية الدينية التي ينص عليها الدستور الاسباني، معربا عن عزمه اللجوء إلى القضاء الإداري في حال استمرار تشبث المؤسسة التعليمية بقرارها بفصل ابنته، وهو الموضع الذي يبدو انه فتح على تداعيات أخرى بعد فصل ثلاث طالبات أخريات للسبب نفسه. وذكرت مصادر صحفية اسبانية، أن الطفلة نجوى، وهي مغربية تحمل الجنسية الإسبانية، وتبلغ من العمر 16 سنة، تم فصلها من المؤسسة التعليمية " كاميلو خوسي ثيلا"، الواقعة بضواحي العاصمة الإسبانية مدريد، بسبب ارتدائها الحجاب داخل الفصل، ما تعتبره إدارة المؤسسة يشكل "انتهاكا لقواعد النظام الداخلي"، ويخالف "قواعد التعايش داخل المؤسسة التعليمية"، لأن المادة 32 من القانون الداخلي "تمنع ارتداء أي زي يمكن أن يستفز الآخرين، كما يمنع وضع منديل فوق الرأس". وأشارت المصادر ذاتها، أن هذه القضية أعادت من جديد الجدل حول ارتداء الحجاب في المؤسسات التعليمية، وسبق أن حدث نفس الشيء في 2002 مع طالبة أيضا تدعى فاطمة الإدريسي فى مدريد، وفى عام 2007 كان مع شيماء سعيدانى فى خيرونا وحالات مماثلة فى مدينتى سبتة ومليلة. وفي السياق نفسه كانت جمعية العمال المهاجرين المغاربة في إسبانيا (أتيمي) قد طالبت ، بتدخل الإدارة المكلفة بالتربية بالحكومة المستقلة لمدريد لإيجاد حل لقضية التلميذة المغربية التي منعت من مواصلة دراستها بسبب ارتدائها الحجاب، كما طالبت بفتح نقاش جاد حول هذه القضية، داعية كل الأطراف إلى تحمل مسؤولياتها في إطار من الاحترام لمبادئ التعايش والضوابط القانونية، كما وجهت من جهتها فيدرالية الهيئات الدينية الإسلامية بإسبانيا (فيري) رسالة إلى وزارة العدل الإسبانية حول حالة نجوى ملهى.