دافع الأمين العام والناطق بلسان المؤتمر الأسقفي الاسباني ونائب أسقفية مدريد السيد خوان انطونيو مارتينث كامينو في موقف لافت ومعبر كانت شرائح واسعة سياسية واجتماعية اسبانية بانتظار الإعلان عنه، أن ارتداء الحجاب الإسلامي في مراكز التعليم يحميه البند 16.1 من الدستور الاسباني. وأكد السيد كامينو أن البند السلف الذكر من الدستور الإسباني يعبر بوضوح لا لبس فيه "حق الأفراد والجماعات المجاهرة التشبث بدينهم أو معتقداتهم الإيديولوجية التي لا تخل بالنظام العام". وبناء عليه طالب بعودة التلميذة الإسبانية من أصل مغربي نجوى الملهى للمدرسة بالرغم من ارتدائها الحجاب الإسلامي. وأشار السيد كامينو انه ليس "لدى المؤتمر الأسقفي موقفا يتعلق بالأنظمة الداخلية للمدارس ولا حول المجالس الإدارية لها" و وطالب بضرورة "إيجاد حل بعيدا عن التبسيط" للمشكلة مشيرا إلى انه ينبغي على الأنظمة الداخلية للمدارس الأخذ بالحسبان "الحقوق الأساسية للجميع". ومن جهة أخرى، وصلت قضية حجاب التلميذة نجوى إلى أعلى مؤسسات الدولة الاسبانية، فقد اعتبرت النائبة الأولى لرئيس الحكومة السيدة ماريا تريسا فرنانديث دي لا فيغا ، أن استخدام الرموز الدينية في اسبانيا "لا يشكل أية مشكلة اجتماعية" مطالبة "بإيجاد حل تصالحي" لوضع الفتاة المحجبة التي منعت من الحضور إلى قاعة الدراسة". وتجدر الإشارة إلى أن هذه المواقف الهامة تضاف إلى المواقف الهادفة لسحب البساط من تحت أقدام الأحزاب ذات المواقف المتطرفة والعنصرية والتي تسعى لافتعال الأزمات ضد المسلمين سواء كانوا مواطنين إسبان أو مهاجرين. وكانت "أندلس برس" هي أول من أثار قضية نجوى الملهى أخريف، التلميذة البالغة من العمر سبعة عشر سنة، والتي تتابع دراستها في الصف الأول من التعليم الثانوي والتي لم تكن ترتدي الحجاب من قبل، بعد أن نصحها والدها بالتريث حتى حصولها على الباكلويا. لكنها قررت بداية شهر فبراير الماضي تغيير طريقتها في اللباس ظننا منها أن ذلك يدخل في إطار الحرية الشخصية، ولم يخطر أبدا ببالها أن إدارة المعهد العمومي الذي تدرس فيه ستفصلها عن الدراسة بسبب زيها. لكن إدارة معهد كاميلو خوسي ثيلا حيث تدرس نجوى قررت، وفي خطوة تعد سابقة من نوعها في إسبانيا، عزل التلميذة المسلمة عن باقي زملاءها في الفصل ووضعها في فصل انفرادي بينما زملاءها يتابعون الدراسة في فصل آخر. وقد خاض زملاء نجوى في الفصل عدة احتجاجات عبر ارتدائهم لقبعات وكوفيات حتى يتم إرجاع زميلتهم أو فصلهم جميعا عن الدراسة، لكن إدارة المعهد لم تكترث لهذه الحركة الاحتجاجية بل أوقفت عن الدراسة ثلاثة تلميذات أخريات ارتدين الحجاب تضامنا مع صديقتهن.