كشفت مصادر مطلعة داخل المكتب الوطني للمطارات أن تحقيقا تجريه في سرية تامة مديرية الطيران المدني من أجل تحديد المسؤوليات في الحادث، الذي عرفه مطار محمد الخامس يوم ثامن غشت الماضي والذي وصف بالخطير على سلامة الملاحة الجوية، وأوضحت المصادر ذاتها أن المديرية المذكورة تحقق في حادث هبوط طائرة تابعة لشركة «إير فرانس»، التي كانت تقوم برحلة من مطار «رواسي شارل دوغول» في اتجاه مطار محمد الخامس على مدرج غير الذي حصلت على الإذن الخاص بالهبوط عليه، وهو ما كان يمكن أن يتسبب في حادث جوي تكون عواقبه وخيمة في حالة وجود إحدى الطائرات على المدرج الذي هبطت عليه الطائرة الفرنسية عن طريق الخطأ. وشددت المصادر ذاتها أن الخطأ ارتكبه قائد الطائرة الفرنسية الذي هبط حوالي الساعة الثامنة والنصف صباحا بالمدرج R35 عوض المدرج 35L الذي حصل على الإذن بالهبوط عليه، مضيفة أن إجراءات آنية اتخذت من طرف مديرية الطيران المدني من أجل ضمان السير العادي للنقل الجوي بعد الحادث. وتوقعت أن تكون السلطات المسؤولة عن مراقبة سلامة الملاحة الجوية قد أوقفت الربان الفرنسي، الذي تسبب في الحادث إلى حين نهاية التحقيق الذي فتح بالمغرب وفرنسا. وأشارت المصادر ذاتها إلى أن التحقيق مستمر حول الحادث وأن المديرية اتخذت الإجراءات القانونية اللازمة عبر مراسلة السلطات الفرنسية بشأن الخطأ، الذي وصفته بالجسيم الذي ارتكبه قائد الطائرة الفرنسية الذي هبط على مدرج آخر غير الذي حصل على الإذن بالهبوط عليه، مضيفة أن السلطات المغربية لا تملك أي سلطة على الربان الفرنسي من أجل سحب الرخصة التي تمكنه من الطيران بعد الحادث، لأن السلطة التي سلمته إجازة التحليق هي وحدها المخولة بسحبها منه بعد الاستماع إليه في شأن الخطأ الذي اقترفه خلال الرحلة المذكورة. وشددت المصادر ذاتها أن الهدف من الإجراءات التي اتخذتها مديرية الطيران المدني يتمثل في تصحيح الوضع وتفادي وقوع مثل تلك الحوادث في المستقبل وليس توقيع العقوبات، معتبرة أن مثل هذه الحوادث يقع في جميع مطارات العالم التي تتوفر على مدرجات موازية، إذ يخطىء الربابنة أحيانا في المدرج الذي يحصلون على الترخيص للهبوط عليه فيهبطون على المدرج الموازي له. ومن المتوقع أن يعد مكتب التحقيقات والتحليلات الخاصة بأمن الطيران المدني بفرنسا تقريرا حول الحادث، إلى جانب التقرير الذي تعده مديرية الطيران المدني المغربية لكون الطائرة تابعة لشركة الطيران الفرنسية «إير فرانس»، وستمكن الخلاصات والتوصيات الصادرة عن التقريرين من تحديد الأسباب الدقيقة التي جعلت الربان الفرنسي يهبط على مدرج غير الذي حصل على الإذن بالهبوط عليه من طرف برج المراقبة.