شهد مطار الرباط- سلا، الجمعة المنصرم، حالة استفار أمني غير مسبوق بعد عطب تقني طال الجهاز الخاص بتأمين نزول الطائرات على بعد ساعات قليلة من هبوط الطائرة التي كانت تقل الملك محمد السادس. وكشف مصدر من داخل المكتب الوطني للمطارات أن تعطل الجهاز المذكور جاء بسبب الإضراب، الذي يخوضه تقنيّيو سلامة الملاحة الجوية. وأوضح المصدر ذاته أن الطائرة الملكية كانت قادمة من مطار الناظور في اتجاه مطار الرباط -سلا، بعد نهاية الزيارة الملكية للإقليم، التي عرفت تدشين مشاريع تنموية. وأوضحت مصادر من نقابة تقنيي سلامة الملاحة الجوية أن العطب تم تداركه قبل نزول الطائرة الملكية بفضل التدخل العاجل للفريق المكلف من طرف نقابة التقنيين بتأمين الرحلات الملكية، الذي أصلح العطب ومكن من إعادة الجهاز إلى العمل من أجل ضمان نزول آمن للطائرة الملكية، التي حطت بالمطار حوالي الساعة الثانية والنصف من يوم الجمعة الماضي. وأكدت المصادر ذاتها أن النقابة المذكورة، التي خاضت إضرابا عن العمل لمدة خمسة أيام، التزمت بتأمين الرحلات الملكية طيلة أيام الإضراب، إذ وضعت رهن إشارة الإدارة لائحة من التقنيين على الصعيد الوطني المكلفين بهذه المهمة مع تكليف الإدارة بتوفير الظروف االلوجستيكية لأدائها على أحسن وجه. وأوضحت المصادر ذاتها أن الجهاز المساعد لنزول الطائرات، الذي يسمى «Instrument Landing System»، والمعروف اختصارا باسم «ILS»، يتواصل مع الطائرة مباشرة ويزودها ببعض المعطيات التي تمكنها من الهبوط الآمن، مضيفة أنه تعطل حوالي الساعة الرابعة من صباح الجمعة الماضي، وأن تقنيين من النقابة المذكورة التحقوا بالمطار حوالي الساعة الثامنة صباحا وقاموا بإصلاح العطب الذي أصابه. وأكدت المصادر ذاتها أن نقابة تقنيي سلامة الملاحة الجوية قررت مراسلة مديرية الطيران المدني كي تفتح تحقيقا في حادث وقوع عطب بجهاز المساعدة على هبوط الطائرات بمطار الرباطسلا ساعات قليلة من هبوط الطائرة الملكية. كما قررت النقابة تمديد الإضراب سبعة أيام أخرى بسبب رفض إدارة المكتب الوطني للمطارات فتح أي حوار مع المكتب النقابي طيلة أيام الإضراب، لتفادي هذه الوضعية التي وصفت بالخطيرة. وحملت المصادر ذاتها إدارة المكتب الوطني للمطارات المسؤولية الكاملة عما وصفتها بالخروقات الخطيرة الماسة بسلامة الملاحة الجوية، التي حصلت طيلة أيام الإضراب، مضيفة أن هذه الخروقات سيتم توثيقها ورفع تقرير بشأنها إلى شركات الطيران والهيئات الوطنية والدولية المختصة بقطاع الطيران المدني. وفي سياق متصل، نفى مصدر مسؤول بالمكتب الوطني للمطارات علمه بالحادث، وأكد في اتصال هاتفي مع «المساء» أمس الأحد أن الحادث، الذي سجل بمطار الرباطسلا، لا يتعدى عطبا في جهاز الاتصال بين العاملين بالمكتب، وتم إصلاحه من طرف الشركة المصنعة وليس من طرف التقنيين المضربين. وأكد المصدر ذاته أن الرحلات الملكية وجميع الرحلات الجوية بمختلف مطارات المملكة كانت مؤمنة ولم تسجل أي مشاكل في الرحلات الجوية، مضيفا أن الإدارة مازالت متمسكة بالحوار من أجل حل المشكل مع التقنيين.