تكتمت مديرية الملاحة الجوية، التابعة للمكتب الوطني للمطارات، عن حادث جوي عاشه مطار محمد الخامس الدولي خلال شهر دجنبر الماضي كاد يتحول إلى كارثة جوية، شبيهة بحادث الاصطدام في 27 مارس 1977 بين طائرتي بوينغ 747 في مطار تينريفي بجزر الكناري الذي أسفر عن سقوط 583 قتيلا. وحسب شهود عيان، فقد كادت طائرة مدنية إسبانية تابعة «للشركة الإسبانية للطيران»، من نوع CRJ إرنستروم، تحمل على متنها ما بين 40 إلى 50 شخصا تصدم طائرة تابعة للخطوط الملكية المغربية من نوع بوينغ 737 تحمل على متنها مابين 100 و150 راكبا. أسباب الحادث الذي تكتم عنه المسؤولون أكثر من شهر لخصها العارفون في كون الطائرة الإسبانية كانت على وشك الإقلاع بينما مدرج الإقلاع لم يكن فارغا، وهو ما كاد يتسبب في اصطدام الطائرة التي تهم بالإقلاع بأي شيء في طريقها، وتضيف بعض المصادر أنه في مطار محمد الخامس هناك مدرجان للإقلاع متوازيان، أحدهما لم تكتمل فيه الأشغال وقرر مسؤولو المطار رغم ذلك فتحه لتسهيل الحركة وليس للإقلاع، «لكنه صار يستعمل للإقلاع أيضا» وهذا ما كاد يتسبب في الحادث و«لخبط» عملية المراقبة الجوية، وبعد أن نجا الطيار الإسباني من الحادثة عبر عن سخطه وغضبه أمام الملأ، كما تقدم بشكاية إلى الوزارة المعنية وإلى المكتب الوطني للمطارات ومديرية الطيران المدني التابعة لوزارة النقل. الحادث الجوي الأخير يؤكد ما تنبأ به المراقبون الجويون بالمطار الدولي محمد الخامس الذين سبق وأن وضحوا، عبر الصحف، النقص الحاصل في المراقبة الجوية بالمطار، كما سبق لهم أن لوحوا بقرارهم خوض إضراب عام بعد حادث تنقيل خمسة من زملائهم من المركز الوطني لمراقبة سلامة الملاحة الجوية بالدار البيضاء إلى مطارات أخرى صغيرة عبر ربوع المملكة، «عقابا لهم على التفكير في تشكيل نقابة جديدة للمراقبين الجويين»، وإلى حدود اليوم ما زال المعاقبون ينتظرون أن يعودوا إلى مواقع عملهم الأصلية، بعد أن تلقوا وعدا في 7 يوليوز الماضي من المكتب الوطني للمطارات بعودتهم نهاية الشهر الماضي. وصرح أحد المراقبين الجويين ل«المساء» بأن القرار «تعسفي وانتقامي بسبب رغبتنا في تأسيس نقابة جديدة للمراقبين الجويين»، حيث تقرر آنذاك نقل تسعة من هؤلاء إلى كل من مطارات طانطان، زاكورة، الناظور، إفران، الحسيمة، طنجة... وهو ما علق عليه أحد من تم تنقيلهم قائلا: «هذا شيء مؤسف فأنا لا أفعل شيئا في هذا المطار الصغير غير النوم، لأن التكوين الذي تلقيته لا يمكن أن أطبقه إلا في المركز الجهوي بالدار البيضاء». للإشارة فقد كشف تقرير لمجموعة «فلايت ستايتس»، الأمريكية للدراسات الجوية، صدر منذ أيام قليلة، أن المغرب يحتل الرتبة الثالثة في ترتيب أسوأ المطارات العالمية على مستوى تأخر مواعيد الوصول والإقلاع.