محمد أحداد تعيش المدرسة العليا للمعلوميات وتحليل النظم في الرباط على صفيح ساخن، إذ علمت «المساء» من مصادر موثوقة أن الطلبة يعتزمون مقاطعة الدخول الدراسي الحالي. واستنادا إلى مصادرنا، فإن هذه الخطوة تأتي بعد إقدام الإدارة على طرد 5 من طلبة المدرسة، في سابقة هي الأولى من نوعها منذ إنشاء المدرسة، سنة 1992. وأكد الطلبة الغاضبون، عبر صفحتهم على «فايسبوك»، أن هذا الإضراب المفتوح، الذي من المزمَع أن ينفّذه الطلبة في الأيام القليلة المقبلة، يتوخى تنبيه المسؤولين إلى الأوضاع الكارثية التي باتت تعيشها المدرسة المتخصصة في تكوين مهندسي المعلوميات، وكذا حثَّهم على إعادة النظر في قرارات الطرد «المجحفة»، التي طالت بعض الطلبة، لأسباب غير معروفة. ويشتكي الطلبة مما أسموه «كثرة مواد المقررات الدراسية التي تتجاوز كل مدارس تكوين المهندسين الأخرى، علاوة على التعامل المزاجي لبعض الأساتذة مع الطلبة ومنح نقط اعتباطية من دون الاستناد إلى معايير تقييمية دقيقة، كما ينتقد الطلبة إقصاءهم من تسيير شؤون المؤسسة على جميع المستويات». وفي هذا الإطار، اتّهم مجموعة من الطلبة، في تصريحات متطابقة ل«المساء»، الإدارة بخرق القوانين الداخلية للمؤسسة من خلال عدم احترام مواقيت أوقات الدورات الاستدراكية وتكليف الطلبة من لدن الأساتذة بأعمال تفوق طاقتهم، إضافة إلى كثرة مواد المقرر التي تتنافى مع مبدأ الجودة، الذي تتبناه المؤسسة. وأضاف الطلبة أن المدرسة تعيش نوعا من العبثية في التسيير، «لاسيما أن الكثير من الأساتذة لا ينضبطون للمذكرات الإدارية، حيث لا يصححون أوراق الامتحانات، وبالتالي يُفسَح المجال أمام تقييم اعتباطي لا يستند إلى معيار الكفاءة، زد على ذلك بعض الصراعات الجانبية بين الأساتذة، التي تؤثر سلبا على التحصيل العلمي». وهدد الطلبة بتنفيذ وقفات احتجاجية تصعيدية داخل المؤسسة، إذ تبيَّن أن الإدارة ماضية في سياسة التماطل التي تنهجها منذ السنة الماضية. وهدد أعضاء من داخل جمعية الطلبة، في تصريحات ل«المساء»، بدخول دراسي ساخن ما لم تستجب الإدارة لمطالب الطلبة، القاضية باحترام القوانين الداخلية الملزِمة للأساتذة بإعلان النتائج في أوقات محددة ومنح المهلة الكافية لهم للإعداد للدورات الاستدراكية. ومن المرتقَب أن يعمم الطلبة عريضة لجمع التوقيعات للاحتجاج على ممارسات الإدارة. إلى ذلك، حاولت «المساء»، طيلة صباح أمس، الاتصال بمديرة المدرسة الوطنية للمعلوميات وتحليل النظم، لكن الهاتف ظل خارج التغطية.