تعيش المدرسة الوطنية للعلوم التطبيقية بمدينة خريبكة، التي أنشئت في إطار المبادرة الوطنية الرامية إلى تكوين10 آلاف مهندس في أفق 2010، حالة من الاحتقان، اضطرت ما يربو عن 300 طالب مهندس بالمدرسة إلى الدخول في إضراب مفتوح ابتداء من 27 أكتوبر الماضي. ويعيد الإضراب الجديد إلى الأذهان ما عاشته المدرسة السنة الماضية من إضراب مماثل خاضه 40 طالبا مهندسا من الجيل الأول للمدرسة التي أشرف الملك محمد السادس على وضع حجر الأساس لبنائها في 11 شتنبر 2007، على مساحة 4.5 هكتارات بكلفة 50 مليون درهم. وأفادت مصادر طلابية أن الإضراب المفتوح أملته ما أسمته «وضعية اللاجئين» التي يعيشها الطلبة نتيجة عدم توفر المدرسة على مقر دراسي مجهز خاص بها، مشيرة إلى أن المدرسة ما زالت وللسنة الرابعة على التوالي، لا تتوفر على مقر خاص بها، وإنما تشغل مقرا مؤقتا هو مدرسة المغربي العربي الابتدائية بعدد قاعات لا يتجاوز العشرة تتقاسمها مع الكلية متعددة التخصصات، التي لم تنتقل بعد إلى مقرها الجديد رغم أن بناءها شارف على الاكتمال. وتعدد المصادر المذكورة أشكال المعاناة التي يلاقيها أربعة أفواج نتيجة شغل المدرسة لمقر مؤقت، مشيرة إلى أنه فضلا عن الاكتظاظ الذي تعرفه فصول الدراسة، يعاني طلبة السنة الرابعة الأمرين نتيجة اضطرارهم إلى التنقل إلى مدينة سطات لمباشرة الأشغال التطبيقية بسبب غياب قاعات خاصة بها في المدرسة الوطنية، وهو ما ينتج عنه ضياع كثير من الجهد والمال، تقول المصادر التي أضافت: «أما في ما يخص احترام دفاتر التحملات فحدث ولا حرج، فعشر زيارات يصبح اثنتين، والعديد من ساعات الأشغال التطبيقية تحول إلى دروس نظرية، ومشاريع تتطلب التأطير لا تجد أساتذة لتأطيرها». كما يشتكي تلامذة المدرسة، التي تستغرق الدراسة بها خمس سنوات (عشر سداسيات) يحرز الطالب الناجح بعدها دبلوم مهندس دولة في تخصصات الهندسة المعلوماتية والكهربائية والصناعية وهندسة المواصلات السلكية والشبكات، وهندسة الطرق والبيئة، من نقص حاد في الكتب والمراجع والأساتذة. وأوضحت المصادر المذكورة أن الطلبة ملوا الوعود، التي مافتؤا يتلقونها من القائمين على المدرسة منذ سنة 2007 بمباشرة العمل في المقر الجديد المجهز بأحدث التجهيزات، لافتة إلى أن «هذا السيناريو يتكرر كل سنة، فقد وعدنا السنة الماضية بأن البناية ستكون جاهزة في شتنبر 2010، إلا أن الواقع كذب تلك الوعود، فالبناية لم تكتمل ولا يبدو أنها ستكتمل في 15 دجنبر القادم، التاريخ الذي حدده نائب رئيس جامعة الحسن الأول، مؤخرا، كأجل لاكتمالها». وتتلخص المطالب التي يرفعها الطلبة المهندسون في مطالب بيداغوجية محضة تتلخص في توفير مقر مجهز للدراسة يخول لكافة المستويات الاستفادة من حصص الأشغال التطبيقية والبحث العلمي، وتوفير قاعة مجهزة للمطالعة ودراسة المشاريع المبرمجة، وكذلك تنظيم الزيارات البيداغوجية، والتي تشمل زيارات للمناطق الصناعية والشركات، وتمويل الندوات وتوفير التأطير للمشاريع، زيادة على احترام دفاتر التحملات في كل ما يتعلق بالحجم الزمني للأشغال التطبيقية والزيارات البيداغوجية. إلى ذلك، كشف أديب جنان، مدير المدرسة الوطنية في اتصال مع «المساء» أن ما يعيشه الطلبة من معاناة سينتهي في 15 دجنبر القادم، تاريخ استكمال ورش البناء، مشيرا إلى أن جميع الموارد متوفرة، وأن التجهيزات بدأت بالوصول وأن الأساتذة سيلتحقون قريبا.