«ليس كل يوم نفتح فيه أبواب منازلنا نستقبل فيه بالحديث إلى أول مرشحة محجبة في الانتخابات الفيدرالية الكندية»، هكذا علقت الصحافة الكندية في مقالات مكثفة حول مشاركة المغربية سميرة العوني الحاملة للجنسية الكندية في الانتخابات التي تجري حاليا حملتها بالتزامن مع شهر الصيام. لقد استطاعت سميرة العوني، الحاصلة على شهادة الدكتوراه في الاقتصاد وخريجة جامعة السوربون الفرنسية الشهيرة، الحصول على ثقة الحزب الديمقراطي الجديد في كندا الذي منحها تزكيته للانتخابات منذ بداية السنة الجارية، لتمتيعها بما يكفي من الوقت للإعداد الجيد لحملتها الانتخابية في مواجهة المرشح الليبرالي دونيس كودير، الممثل الحالي للدائرة. «حين يفتح مواطنو الدائرة أبواب بيوتهم لسميرة العوني التي تنتقل من بيت إلى بيت، فإن ردة الفعل تكاد تكون نفسها، يفتحون عيونهم جيدا، وبعد صمت قصير، يسترسلون في الأسئلة الموجهة إلى أول مرشحة تحمل الحجاب الإسلامي في كندا»، هكذا علقت يومية «لابريس» الكندية الصادرة من موريال. وفي تصريح للصحافة الكندية علقت سميرة العوني على مشاركتها في الانتخابات الفيدرالية بقولها: «أنا مرشحة متفرغة، فإذا كان باقي المرشحين يشتغلون 10 ساعات في اليوم، فأنا أعمل 20 ساعة كلها مخصصة لحملتي الانتخابية»، قبل أن تضيف: «نعم أواجه ناخبين لا يخفون اختلافهم السياسي معي، لكن من خلال جولاتي استطعت النفاذ إلى قلوب سيدات كنديات متقدمات في السن من خلال بوحهن لي بالتقاليد القديمة التي كانت تفرضها عليهن الكنيسة المسيحية». واستنادا إلى مقال يومية «لابريس»، فإن سميرة العوني، ومن خلال جولاتها الميدانية على الناخبين، تستغل الفرصة للحديث عن وضعها للحجاب، وأن ذلك جاء بفعل اختيار شخصي لها منذ أن أصبحت راشدة في السن، وأن الحجاب لم يمنعها من متابعة دراستها العليا في جامعة السوربون بباريس وحصولها على شهادة الدكتوراه في الاقتصاد، قبل أن تهاجر إلى كندا منذ أكثر من 10 سنوات، وأن زوجها وأولادها حاليا فخورون بدخولها عالم السياسة. يشار إلى أن دائرة سميرة العوني توجد في إقليم الكيبيك الكندي، كما أن جزءا من شمال مدينة موريال يدخل في الدائرة الترابية التي ترشحت فيها باسم الحزب الديمقراطي الجديد، كما أنها عضو في الكونغرس الإسلامي الكندي، وهي من مواليد مدينة الدارالبيضاء سنة 1961، وإطار سابق بالبنك الشعبي بين سنتي 1993 و1994.