أفادت مصادر من حزب الأصالة والمعاصرة بتطوان «المساء» بأنه من المتوقع أن يقوم فؤاد العماري، عمدة مدينة طنجة، بزيارة لمدينة تطوان، في محاولة منه لإنقاذ حزب التراكتور، من حالة الاحتضار الذي يعيشه في الفترة الأخيرة، بسبب الركود الذي يعرفه والاستقالات الشبه جماعية التي ترد يوميا على مقر الحزب بتطوان. ووفق مصادرنا، فإن فؤاد العماري سيحل بالمدينة، بصفته الأمين العام الجهوي، ليترأس الاجتماع التقريري للحزب، حسب نص الدعوة الموجهة إلى بعض الأعضاء، كما أنه سيحاول «بلورة الإجراءات التنظيمية اللازمة في أفق حساسية المرحلة المقبلة». وأشارت مصادرنا إلى أن موعد الاجتماع المذكور تم تحديده أمس الجمعة، «بهدف التسريع في إيجاد مخرج من حالة الارتباك والاستقالات التي يعانيها حزب فؤاد عالي الهمة». ومازالت وتيرة الاستقالات تفد كل يوم على مقر الحزب، حيث كشفت مصادر داخلية من الحزب عن استقالة أعضاء آخرين، من بينهم كاتب عام لجمعية للتنشيط الثقافي والمسرحي بتطوان، حيث استند في تقديم استقالته إلى أسباب عملية وجمعوية، وهي الاستقالة التي تحمل تاريخ أول أمس، مثلما توصل أعضاء المجلس الإقليمي للحزب في نفس اليوم أيضا باستقالة مماثلة لصاحبها (فؤاد.ع.م). ويقول هذا الأخير إنه «يطلب استقالته من حزب الهمة» بدل ذكر الأصالة والمعاصرة. ويضيف المستقيل في نص رسالة الانسحاب من الحزب، التي تتوفر الجريدة على نسختها، أن استقالته جاءت «بسبب المشاكل المتكررة، وبناء على الركود والجمود والانشقاقات» داخله، مما جعله «غير قادر على احتمال هذا الوضع». وهو نفس التبرير تقريبا بالنسبة لاستقالات أخرى كاستقالة (عبد السلام. ش) الذي كان يعتبر من دعائم شبيبة الحزب. وتفاديا لهذا «التسونامي» من الاستقالات قرر بعض أعضاء المجلس الإقليمي، خلال اجتماع داخلي لهم، تعبئة وجوه جديدة للانضمام إلى الحزب، حيث اقترح أحد الأعضاء التوجه إلى بعض البوادي والمداشر القريبة من تطوان لاستقطاب بعض الفلاحين، حيث تمكنوا من تسجيل 100 شخص في استمارات الحزب، حتى يتمكنوا من ملء الفراغ الحاصل حاليا. وأضافت مصادرنا أن أغلب هؤلاء الفلاحين لا فكرة لديهم عن الحزب، بل لا يعرفون حتى مكان مقره بالحمامة البيضاء، مضيفا أن «سبب قبولهم ملء استمارات التسجيل والانخراط فيه يعود إلى تقديم وعود لهم بحل أي مشكلة تعترضهم في المستقبل. ووفق ما توصلت إليه الجريدة، فإن أغلب هؤلاء ينحدرون من جماعة «السحتريين»، التي تضم كلا من قرية أشتاونة، وبنوخلف، واللهالهة، والخندقيين، وغيرها من القبائل المجاورة. وأكدت مصادرنا أن استمارات التسجيل تم التأشير عليها بخاتم الأمينة الإقليمية المستقيلة مؤخرا ليلى أزرقان. وكانت شبيبة حزب الأصالة والمعاصرة بتطوان أو ما يطلق عليها «لجنة الشباب» قد قررت تجميد كل أنشطتها واجتماعاتها الرسمية بعدما لم تتم الاستجابة لمطالبها. كما قدمت يوم 14 من الشهر الجاري مذكرة تحت اسم «ورقة مطالب مشروعة» تطالب فيها بتبني الشبيبة لإعادة هيكلة الأمانة الإقليمية للحزب على «أسس ديمقراطية» وتحديد تاريخ قار أولي لعقد المؤتمر الإقليمي في أقرب الآجال، مثلما طالبت بالإقدام «فورا» على تخصيص اعتماد مالي دوري للجنة تتمكن من بلورة أنشطتها ومضامين اجتماعاتها في قالب حقيقي. وطالبت المذكرة الداخلية التي تتوفر «المساء» كذلك على نسخة منها على تبني ملتمس لجنة الشباب القاضي برفع تمثيليته في جميع أجهزة الحزب من 20 بالمائة إلى 25 بالمائة، والدفاع عنه في المكتب التنفيذي الجهوي والمجلس الوطني للحزب.