أقام حزب الأصالة والمعاصرة يوم الجمعة الماضي حفلا بتطوان على شرف المستقيلين من حزب الاستقلال، الذين فاق عددهم، حسب اللائحة التي تتوفر عليها «المساء»، أزيد من 75 عضوا، من بينهم أعضاء سابقون في المجلس الوطني لحزب عباس الفاسي، ووكيل لائحة سابق، وبرلمانيون سابقون. «أنا سعيد بالتحاقكم، وكل قيادة الحزب تتابع باهتمام بالغ هذه الوجوه، التي تشكل إضافة نوعية ل«البام» وللجهة»، يقول فؤاد العماري، الأمين الجهوي لحزب الأصالة والمعاصرة بجهة طنجة تطوان. وقد ترأس العماري الحفل بفندق بتطوان رفقة ليلى أزرقان، الأمينة الإقليمية بتطوان، ومحمد احميدي، رئيس غرفة الصناعة التقليدية بطنجة، النائب الثاني للعمدة السابق سمير عبد المولى. وأضاف العماري، عمدة طنجة الحالي، في كلمته أمام المستقيلين من حزب الاستقلال والملتحقين بحزب «التراكتور»، بأن «الحزب لم يأت لكي يمنح المناصب، بل جاء بهدف بناء مشروع مجتمعي متكامل»، لكنه في نفس الوقت أشار إلى أنه «من حق كل واحد منكم أن يحلم بأن يصبح مسؤولا ساميا في الدولة»، مستشهدا بنفسه وهو يقول: «لم أكن أحلم أن أصبح عمدة لمدينة طنجة». من جهته، ذكر زين العابدين الحسيني، وهو من متزعمي المستقيلين من حزب الاستقلال والملتحقين بحزب «الأصالة والمعاصرة»، بأنه يحس بنوع من المشاعر يصعب التعبير عنها. إنها «لحظات تاريخية لعدة اعتبارات»، يقول الحسيني، مشيرا إلى أنه «ضد الترحال السياسي البئيس». وأضاف وكيل لائحة حزب عباس الفاسي في الانتخابات الماضية أن الملتحقين الجدد «كلهم سياسيون محترفون كيعرفو شنو كايعملو»، موضحا بأن المرحلة الحالية تتطلب منهم الانضمام لحزب ال«بام». «إنها قناعة يشاطرني إياها كل الإخوان»، يقول الحسيني في كلمته أمام الحاضرين في الاحتفال. ولم يفوّت العماري الفرصة كي يكيل انتقادات لاذعة لحزب الاستقلال، واصفا إياه «بممارسته الشعبوية داخل قبة البرلمان»، وأنه حزب يمارس الضحك على ذقون الشعب المغربي. «لقد وجد حزبنا مقاومة شديدة من طرف الحكومة الحالية، لذلك اخترنا ممارسة المعارضة دون هوادة»، يقول عمدة مدينة طنجة الجديد في أول نشاط له خارج مدينة البوغاز. وكان الملتحقون الجدد بحزب الأصالة والمعاصرة قد قدموا استقالاتهم من حزب «الميزان» منذ حوالي شهرين بسبب ما وصفوه ب «الإهمال الكبير الذي يعرفه الحزب في تطوان، رغم محاولاتهم « قدر الإمكان إصلاحه عبر عدة اتصالات مع قيادة الحزب، لكنها ووجهت ب «الإهمال». وبقي حزب عبد الخالق الطريس منذ حوالي سنة بدون فرع في مدينته تطوان، التي كانت معقلا للحزب مند الستينيات، بعد تقديم الكاتب السابق للفرع حزب استقالته ثلاثة أيام بعد الإعلان عن نتائج الاستحقاقات الجماعية الأخيرة، والتي لم يصل فيها حزب «الميزان» العتبة. وأشار زين العابدين، وهو مدير سابق لديوان وزير الاتصال السابق العربي المساري، إلى أنه لم يكن يتوانى عن «كتابة عدة تقارير مفصلة إلى الكتابة العامة للحزب»، لكن «الحزب لم يولها أدنى اهتمام»، مؤكدا أن «حزب الاستقلال لم يعد يهمه أمر مدينة تطوان». كما وجه المستقيلون حينها انتقادات لاذعة لنزار بركة بسبب فشله «في ضبط شؤون الحزب بتطوان، وعجزه عن تقوية هياكله، وإصراره على عدم تغيير المفتش الإقليمي للحزب، رغم قضائه في تلك الصفة أكثر من 30 عاما». كما آخذ الأعضاء المنسحبون «نزار بركة بتهميشه بشكل فظيع» لحزب الاستقلال ولمناضليه بتطوان، مضيفين أنه عوض الرهان على الأطر الشابة في الحزب في تحمل المسؤوليات داخله، أصر المجلس الوطني وجهة الشمال على إبقاء نفس الوجوه، التي استهلكت داخل المدينة ولم تعد تؤدي أي دور فعال داخل حزب الاستقلال بالحمامة البيضاء.