يعيش حزب الأصالة والمعاصرة في تطوان شبه حالة احتضار بعد تقديم أمينته الإقليمية استقالتها من مهامها، فيما كشف آخرون عن استقالات مرتقَبة. ومن آخر مستجدات تصدع حزب فؤاد علي الهمة أنه تم، يوم السبت الماضي، عقد اجتماع بدعوة من بعض أعضاء سكرتارية الأمانة الإقليمية لحزب الأصالة والمعاصرة، حضره العديد من أعضاء السكرتارية بهدف مناقشة أوضاع الحزب، الذي يتميز بالجمود التنظيمي وبتراكم المشاكل، وفي مقدمتها الديون المتراكمة على المقر، حيث يطالب منسق الحزب الإقليمي بتوصله بمستحقاته، المتمثلة في 12 مليون سنتيم، بعدما جهز مقر الحزب في تطوان. وبعد مناقشة الحلول الممكنة «للخروج من الأزمة التي يتخبط فيها الحزب»، والتي تهدد، وفق المذكرة التي توصلت «المساء» بنسخة منها، ب«ضياع مكتسبات سنوات طويلة من العمل»، حيث قرر هؤلاء دعوة الأمانة الإقليمية إلى تولي تسيير الحزب بشكل جماعي إلى حين اتضاح الرؤية حول الوضع التنظيمي، وخصوصا في جانبه المتعلق بالأمانة العامة المقبلة، بعد استقالة الأمينة السابقة، ليلى أزرقان. ونصت النقطة الثانية خلال الاجتماع المذكور على الاتفاق على تشكيل لجنة للاتصال بالأمانة الجهوية وحثها على إيجاد حل عاجل لمشكل المَقر والديون المتراكمة، وفي حالة عدم استجابة الأمانة الجهوية، فإنه ينبغي الاتصال بالمكتب الوطني لإطلاعه على خطورة الوضع، مع تحديد تشكيلة اللجنة وموعد اتصالاتها خلال الاجتماع المقبل لسكرتارية الحزب. كما وجهت المذكرة دعوة للجنة التحضرية للشباب إلى الانخراط في عملية التسجيل ضمن اللوائح الانتخابية استعدادا للاستحقاقات المقبلة، مع تحديد يوم أمس الاثنين كموعد لانعقاد اجتماع السكرتارية لإعداد جدول أعمال الأمانة الإقليمية ودعوتها للاجتماع. من جهتها، قررت شبيبة حزب الأصالة والمعاصرة في تطوان أو ما يطلق عليها «لجنة الشباب» تجميد كل أنشطتها واجتماعاتها الرسمية ابتداء من يوم الأحد الماضي، بعدما لم تتم الاستجابة لمطالبها. وقدمت شبيبة حزب «التراكتور» في تطوان، يوم 14 من الشهر الجاري، مذكرة تحت اسم «ورقة مطالب مشروعة» تطالب فيها بتبني الشبيبة لإعادة هيكلة الأمانة الإقليمية للحزب على ما سمته «أسس ديمقراطية» وتحديد تاريخ قار أولي لعقد المؤتمر الإقليمي في أقرب الآجال، مثلما طالبت بالإقدام «فورا» على تخصيص اعتماد مالي دوري للجنة تتمكن بلورة أنشطتها ومضامين اجتماعاتها في قالب حقيقي. وطالبت المذكرة الداخلية، التي تتوفر «المساء» كذلك على نسخة منها على تبنّي ملتمس لجنة الشباب، القاضي برفع تمثيلية في جميع أجهزة الحزب من 20 إلى 25 في المائة، والدفاع عنه في المكتب التنفيذي الجهوي والمجلس الوطني للحزب. وشددت شبيبة حزب الأصالة والمعاصرة على ضرورة العمل على خلق منظمة شبابية موازية للحزب على مستوى جهة طنجة تطوان، وفق ما ينص عليه القانون الأساسي لحزب فؤاد على الهمة وعلى الرفع من سن العضوية فيها إلى 35 سنة، مع ضرورة الإسراع بتأسيسها قبل طرح الدستور، الذي يتم تعديله حاليا على الاستفتاء الشعبي، بالإضافة إلى تحديد موقف حزب الأصالة والمعصرة من الحراك السياسي والاجتماعي الذي يعيشه هذا الأخير. وكشفت مصادرنا أنه يتم حاليا تمرير عريضة تهدد بتقديم الاستقالات الجماعية من الحزب، بعدما تم حل اللجنة التحضيرية التي أنيطت بها مهمة إعادة هيكلة لجنة الشباب، حيث تقول العريضة، التي اطلعت عليها «المساء»، إن الموقعين عليها قرروا تجميد كل أنشطتهم ابتداء من يوم الأحد الماضي، إلى حين تنفيذ مطالبهم المشروعة ضمن المذكرة سالفة الذكر. وكانت الجريدة قد كشفت، في مقال سابق، عن تقديم ليلى أزرقان، الأمينة الإقليمية لحزب فؤاد على الهمة، استقالتها من مهمتها في الحزب، مؤكدة، في تصريح لها ل«المساء»، أن «طلب استقالتها من مهام الأمينة الإقليمية للحزب في تطوان يعود إلى أسباب شخصية وعائلية بحتة»، في الوقت الذي أوضحت جهات أخرى أن الأمينة الإقليمية «فشلت» في إدارة شؤون الحزب في تطوان في هذه المرحلة، حيث يعرف الحزب جمودا كبيرا، وبالتالي فإن الأمر، تقول مصادرنا، «كان يفرض عليها المغادرة».