بعد يومين من الإعلان عن إقالة إلياس العماري من إدارة حزب الأصالة والمعاصرة، علم اليوم الأحد من مصادر مطلعة أن مؤسس الحزب و"صديق الملك" ، فؤاد عالي الهمة، قدم استقالته من الحزب أو على الأقل من الواجهة. وإذا كان بعض المحللين قد فسروا هذه الاستقالة ب"الضغط الذي فرضته احتجاجات المتواصلة التي تدعو لها حركة 20 فبراير والمطالبة بإبعاد أصدقاء الملك عن التحكم في تسيير شؤون الدولة" فإن آخرين يظنون أن استقالة الثنائي" العماري-الهمة "لا تعدوعن كونها مناورة سياسية جديدة في أفق الانتخابات التشريعية المقبلة. وذكرت ذات المصادر أن الهمة والعماري سيضلان يمسكان بزمام الأمور داخل حزب الجرار من وراء الستار من دون الحاجة إلى الظهور في الواجهة وهو ما سيفسح المجال للحزب لخوض غمار الانتخابات التشريعية المقبلة دون ضغط الشارع على الحزب بسبب تواجد أصدقاء الملك في واجهته. هذا و استنادا إلى مصادر مقربة من حزب الأصالة والمعاصرة، كشفت أن خلافات حصلت بين أعضاء المكتب السياسي للحزب خلال الاجتماع الذي عقده مكتب الحزب يوم الأربعاء الماضي، عقب قرر إعفاء مدير المقر إلياس العماري من إدارة شؤون الحزب. ويعيش حزب الأصالة والمعاصرة نقاشا داخليا حادا، وخلافات بين أنصار العماري في الحزب، وتيار حميد نرجس المقرب من فؤاد عالي الهمة، مؤسس الحزب و"صديق الملك"، حول مصير العماري، إذ يطالب البعض بتجديد إدارة الحزب وإعادة الهيكلة من جديد، قبل الانتخابات التشريعية. ويأتي قرار المكتب السياسي لحزب الأصالة والمعاصرة على بعد أشهر من الانتخابات التشريعية المقبلة، وبعدما تصاعدت مطالب الشارع برحيل إلياس العماري عن الساحة السياسية. وقد أقدم إلياس العماري على وضع استقالته من الهيئة العليا للسمعي البصري. وحسب ذات المصادر فان كل من عالي الهمة وإلياس العماري، قررا الابتعاد عن دوائر الحزب، وفتح المجال أمام وجوه جديدة لقيادة الأصالة والمعاصرة في المرحلة الانتخابية المقبلة، خصوصا أن العديد من الأشخاص البارزين في الحزب المحسوبين على التيار اليساري سابقا يطالبون بالإصلاح الداخلي للحزب وبقية المكاتب الجهوية قبل حلول موعد الانتخابات.