يومين بعد الإعلان عن إقالة إلياس العماري من إدارة حزب الأصالة والمعاصرة، علم اليوم الأحد من مصادر مطلعة أن مؤسس الحزب وصديق الملك محمد السادس، فؤاد عالي الهمة، قدم استقالته من الحزب أو على الأقل من واجهة الحزب. وإذا كان بعض المحللين قد فسروا هذه الاستقالة ب"الضغط الذي فرضه الشارع بفعل الاحتجاجات المتواصلة التي تدعو لها حركة 20 فبراير والمطالبة بإبعاد أصدقاء الملك عن التحكم في تسيير شؤون الدولة" فإن لآخرين يظنون أن استقالة الدويتو العماري-الهمة لا تعدوعن كونها مناورة سياسية جديدة في أفق الانتخابات التشريعية المقبلة. وذكرت ذات المصادر لأندلس برس أن الهمة والعماري سيضلان يمسكان بزمام الأمور داخل حزب الجرار من وراء الستار من دون الحاجة إلى الظهور في الواجهة وهو ما سيفسح المجال للحزب لخوض غمار الانتخابات التشريعية المقبلة دون ضغط الشارع على الحزب بسبب تواجد أصدقاء الملك في واجهته. هذا وكانت أندلس برس قد ذكرت يوم الخميس استنادا إلى مصادر مقربة من حزب الأصالة والمعاصرة، أن خلافات حصلت بين أعضاء المكتب السياسي للحزب خلال الاجتماع الذي عقده يوم الأربعاء، عقب قرر إعفاء مدير المقر إلياس العماري من إدارة شؤون الحزب. ويعيش حزب الأصالة والمعاصرة نقاشا داخليا حادا، وخلافات بين أنصار العماري في الحزب، وتيار حميد نرجس المقرب من فؤاد عالي الهمة، مؤسس الحزب وصديق الملك، حول مصير العماري، إذ يطالب البعض بتجديد إدارة الحزب وإعادة الهيكلة من جديد، قبل الانتخابات التشريعية. ويأتي قرار المكتب السياسي لحزب الأصالة والمعاصرة على بعد أشهر من الانتخابات التشريعية المقبلة، وبعدما تصاعدت مطالب الشارع برحيل إلياس العماري عن الساحة السياسية. وقد أقدم إلياس العماري على وضع استقالته من الهيئة العليا للسمعي البصري. وحسب ذات المصادر فان كل من عالي الهمة وإلياس العماري، قررا الابتعاد عن دوائر الحزب، وفتح المجال أمام وجوه جديدة لقيادة الأصالة والمعاصرة في المرحلة الانتخابية المقبلة، خصوصا أن العديد من الأشخاص البارزين في الحزب المحسوبين على التيار اليساري سابقا يطالبون بالإصلاح الداخلي للحزب وبقية المكاتب الجهوية قبل حلول موعد الانتخابات. المصدر: أندلس برس