وجه حزب الأصالة والمعاصرة ضربة قوية لحزب الاستقلال، بعد أن أفلحت مفاوضات قادها فؤاد العماري، المنسق الجهوي ل«بام» في إقناع نحو 50 قياديا استقلاليا بجهة تطوان بتقديم استقالتهم والالتحاق بالحزب، فيما تؤكد مصادر مطلعة أن ضربة مماثلة يتم التحضير لها حاليا قد تقصم ظهر حزب الوزير الأول عباس الفاسي بالمنطقة. وحسب المعطيات التي توصلت إليها «المساء»، فإن نجاح ال«بام» في استقطاب القياديين الاستقلاليين، الذين يتوزعون بين أعضاء في المجلس الوطني ومستشارين جماعيين ومهنيين ومدير ديوان وزير الاتصال الأسبق العربي المساري، جاء ثمرة ثلاثة لقاءات عقدها المنسق الجهوي للأصالة والمعاصرة مع المستقيلين خلال الأشهر الثلاثة الماضية، وتوجت بعقد لقاء موسع يوم الجمعة الماضي بتطوان، تمت خلاله مناقشة تفاصيل الالتحاق بالحزب والإعلان الرسمي عن انضمام لائحة أولية من القياديين الاستقلاليين يتقدمهم أحمد بكور، رئيس غرفة الصناعة التقليدية لولاية تطوان. ولم تنفع المحاولات التي بذلها نزار البركة، صهر الأمين العام لحزب الاستقلال، والمنسق الجهوي للحزب بجهة الشمال، طيلة الأسبوع الماضي، في ثني القياديين الاستقلاليين عن تقديم استقالتهم، بعد أن سارع المستقيلون إلى بعث رسالة إلى الأمين العام، في 17 شتنبر الحالي، يعلنون من خلالها وضع حد لعضوياتهم بالحزب ابتداء من فاتح أكتوبر القادم، لأسباب تنظيمية وسياسية. إلى ذلك، حمل المستقيلون، في رسالة الاستقالة، التي حصلت «المساء» على نسخة منها، بشدة على كل من الأمين العام للحزب ونزار البركة، المنسق الجهوي، ورضوان احدادو، المفتش الإقليمي، مؤاخذين على قيادة الحزب عدم التحرك لتدارك التدهور الكبير والمتسارع الذي عرفته هياكل الحزب وتنظيماته في السنوات الأخيرة، وتمسكها في المقابل ب«السبب الرئيسي لهذا الوضع، الذي أفرز النتائج الكارثية التي حصل عليها الحزب في الاستحقاقات الانتخابية، والمتمثل في المفتش الإقليمي للحزب، الذي صدقت تقاريره المغلوطة التي تصلها منه، ضدا على كل شكاوى واحتجاجات المناضلين الغيورين على مصلحة الحزب».تقول الرسالة. وقد اعتبر المستقيلون، في معرض سرد أسباب استقالتهم، أن «الطريقة التي يسير عليها وبها الاستقلال على المستوى السياسي، خاصة من ناحية تكريس مفهوم الجهوية، وتدبير أمور الحزب، وكذا مسألة الانخراط في دعم الجهد التنموي، على مستوى التنمية البشرية، لم تعد تستجيب لمتطلبات المرحلة ولا ترقى إلى تطلعات المغاربة شيبا وشبابا. كما أن مسألة تجديد النخب محليا وجهويا لا تحظى بما تستحقه من اهتمام، دليلنا في ذلك تمسككم المزمن بمفتشكم بالإقليم الذي عمر على رقاب المناضلين لما يزيد على 30 عاما، ويعتبر صاحب الكلمة الأولى والأخيرة في أمور الحزب بالمدينة، بفضل الدعم الموصول والاستثنائي الذي يحظى به من طرفكم، والذي كانت نتيجته تقطيع أوصال الحزب بالمنطقة». وأضاف المستقيلون، متوجهين بخطابهم إلى الفاسي، «أحسسنا أننا لا نساوي شيئا عندكم، فأمسى من الطبيعي أن نرحل عن هيئة تعاملنا معاملة دونية يفوح منها طعم الإهانة، وذلك حتى نتيح لكم متعة التملي بطلعة مفضلكم وموضع ثقتكم، ونرتاح نحن من وضع متعب أناخ بكلكله على صدورنا لفترة طويلة». وفيما ينتظر أن يتخذ الأمين العام لحزب الاستقلال قرارات الطرد في حق الملتحقين، كشفت مصادر مطلعة عن قرب الإعلان عن التحاق مجموعة من المستشارين البرلمانيين الاستقلاليين بجهة الشمال، بحزب الأصالة والمعاصرة، فيما يمكن اعتباره ضربة أخرى لحزب الوزير الأول، مشيرة إلى أن نقاشا وصفته بالعميق يجري حاليا بين المستشارين وقيادة ال«بام» من أجل وضع اللمسات الأخيرة على عملية الالتحاق. من جهة أخرى، كشف قيادي من الأصالة والمعاصرة أن فشل مرشح حزب الاستقلال عبد الناصر احسيسن في الحصول على مقعد خلال الانتخابات الجزئية، التي جرت مؤخرا، لشغل خمسة مقاعد شاغرة تمثل جهة طنجة تطوان/ لمجلس المستشارين، في صنف الجماعات المحلية، يعود إلى ترتيب عقد بين الحزب ومستشارين استقلاليين، قبل الانتخابات، كان من بين تفاصيله التصويت لصالح عمدة طنجة سمير عبد المولى، مشيرا إلى أن المستشارين الاستقلاليين قاموا ب»حملة مكثفة وبدون مقابل لصالح عبد المولى، مما يدل على وجود إصرار وطموح للالتحاق بالبام»، يقول القيادي.