2012 على بعد سنتين من إستحقاقات 2012 الإنتخابية و مع التطورات المهمة التي عرفها المشهد السياسي المحلي و خاصة سقوط مصطفى المنصوري عراب السياسة بالإقليم، دخل حزب الأصالة و المعاصرة مرحلة للتسريع في تحركاته لقطف ثمار سقوط المنصوري الذي ساهم فيه لحد كبير و ملأ الفراغ الذي سيتركه استعدادا لتغيير خريطة الإقليم السياسية نهائيا في أفق الإنتخابات المقبلة... بوجيدة، الرحموني،طارق و الآخرون و هكذا شهدت الأسابيع الأخيرة مفاوضات مكثفة و في إطار من السرية المطلقة لتشكيل القيادة السياسية الجديدة بالمنطقة، و طبعا اتجهت كل المفاوضات نحو التموقع داخل حزب التراكتور الذي يستعد للحكم محليا و جهويا و وطنيا... و من بين إفرازات هذا التغير، كان إلتحاق محمد بوجيدة الرئيس السابق للمجلس الإقليمي بحزب الأصالة و المعاصرة و من معه الحدث الأبرز إعلاميا، و هو الحدث الذي غطى على مفاوضات أخرى تقودها مجموعات سياسية محلية للإلتحاق بالحزب و هكذا تؤكد مصادر مطلعة من حزب الهمة أن سعيد الرحموني الرئيس الحالي للمجلس الإقليمي يقود رفقة رئيس جماعة قرية أركمان بورجل البكاي مفاوضات حثيثة للإلتحاق رفقة عدد من حلفائهم داخل المجلس الإقليمي بالتراكتور، كما يقوم مقربون من طارق يحيى و على رأسهم ليلى أحكيم و عبد القادر بورحايل عضوا المجلس البلدي بجس نبض الحزب لإنضمام محتمل لرئيس المجلس البلدي للناظور إليه و لهذه الفرق ينضم فريق أطر الحزب المؤسسون لفرعه بالناظور ليكونوا أربعة جبهات مفتوحة للصراع على مقعد المنسق الإقليمي للحزب و وراءه من قيادة الحزب خلال المرحلة المقبلة بوجيدة يقود هجرة الاحرار يعرف عدد من متتبعي الشأن النقابي بالناظور أن هناك عملا يتم الآن تحضيرا لإنشاء نقابة قوية موازية لحزب التراكتور و هذه هي واحدة من نقط قوة محمد بوجيدة الذي يتربع على كرسي الأمانة الجهوية للاتحاد المغربي للشغل منذ سنين و ورقة ضغط في مفاوضاته التي لم تنته بعد مع صقور الأصالة و المعاصرة، مفاوضات تقول مصادر مطلعة من الحزب أنها تبين رغبة بوجيدة في قيادة الحزب إقليميا على أن يعزز التراكتور الناظوري بعدد كبير من المنخرطين عبر أعضاء نقابته إضافة لقيادته موجة من الهجرة الجماعية من أطر حزب الاحرار، موجة هجرة كانت محط نقاش في عشاء عمل نظمه بوجيدة في فيلته الأسبوع الماضي حضره عدد من أطر الاحرار و على رأسهم عبد القادر سلامة رئيس بلدية أزغنغان، و بوجيدة قبل و بعد ذلك يركز على توطيد صلاته بإلياس العماري أحد عرابي التراكتور... الرحموني، البكاي و الهجوم المضاد على عكس فريق بوجيدة، يركز حلف سعيد الرحموني و بورجل البكاي على قاعدة واسعة من رؤساء الجماعات بالإقليم ، و هكذا تؤكد مصادر حزب الأصالة و المعاصرة أن فريق الرحموني يفاوض للحصول على قيادة الحزب إقليميا خلال المرحلة المقبلة مقابل دعم الحزب بعدد كبير من رؤساء الجماعات، و رغم إعتبار مصادرنا هذه المبادرة سعيا من هذا الفريق لشن هجوم مضاد على حلف بوجيدة و الحفاظ على مركزه داخل المجلس الإقليمي فإن حلم إلباس عدد من جماعات الناظور لباس التراكتور دون مجهود يذكر ورقة قوية يفاوض بها البكاي سعيا نحو التموقع داخل حزب الحكم الجديد. طارق يحيى يراقب من قريب أما الجبهة الثالثة و التي يقود ها طارق يحيى فتبدو أقل مرونة و تطلب الكثير مقابل إنضمامها للحزب و تؤكد مصادرنا أن طارق يحيى يطالب بمقعد المنسق الإقليمي للتراكتور مع منحه كل الصلاحيات للتدبير محليا و عدم تقييده بأي تعليمات فوقية مقابل الإنضمام رفقة فريقه للحزب... هذا و إن كانت المفاوضات تبدو أكثر صعوبة مع فريق يحيى فإن طارق لا يقطع شعرة معاوية و يتابع من قريب تطورات المفاوضات مع فريقي بوجيدة و الرحموني و يبدو ان وجود أصدقاء ليحيى داخل مؤسسي الحزب بالناظور ورقة بيده تدفعه للحفاظ على حظوظه كاملة في سباق مفاوضات المسافات الطويلة التي قد تمتد أسابيع أو شهورا... الأطر و المؤسسون حائرون؟؟ و قريبا أو بعيدا عن هذا الصراع، فاطر حزب التراكتور و مؤسسوه من الأطر الذين أسسوا للأصالة و المعاصرة بالناظور يجدون أنفسهم أحيانا قريبين و أخرى بعيدين عما يجري، فالمكتب الإقليمي الذي يمكنه قبول طلبات الإنخراط العادية مكبل بضرورة العودة للمكتب المركزي في حالة طلبات شخصيات سياسية الإنضمام للحزب، و بالتالي فإن القرار في المفاوضات بيد صقور الأصالة بالرباط أما أطر الناظور فيتابعون باندهاش هذا التهافت دون أن يكون بوسعهم سوى إنتظار النتائج التي قد تعصف بهم و تبعدهم عن مقاعد القرار الإقليمي... صقور الأصالة تتحكم في المفاوضات لترسيخ أقدامها بالناظور يعرف كل من يتابع وضع التراكتور الناظوري أن الناظور ورقة تتخاطفها أيدي صقور الحزب بالرباط منذ التأسيس و قد ظهر ذلك جليا في كيفية إعداد التمثيليات خلال الإعداد للمؤتمر التأسيسي... و لأن عبد الواحد خوجة الكاتب العام السابق لوزارة التشغيل و الياس العماري عضو المعهد الملكي للامازيغية و الهاكا هما رجلا الهمة بالريف فإن الصراع بينهما حول الناظور بدأ يبرز أكثر فأكثر... خاصة و أن خوجة حسب مصادرنا لم يستسغ إنضمام بوجيدة لأن الأخير سبق و رفض الدخول في مغامرة التأسيس بل و قد يكون حارب الحزب إقليميا لذا فخوجة قد يكون فتح قنوات مشاورات و مفاوضات مع الأطراف الأخرى أولا لتفويت الفرصة على بوجيدة و ثانيا لإحباط مخطط إلياس العماري و الحفاظ على مركزه كعراب للإقليم داخل دواليب حزب التراكتور و لدى فؤاد عالي الهمة شخصيا و الذي تربطه به علاقة تنظيمية وثيقة. لذا ترى مصادرنا داخل حزب التراكتور أن فريق إلياس العمري و بوجيدة قد يجد نفسه مجبرا على الفوز أولا على فريق خوجة و من معه خاصة و أن رئيس مجلس الجهة و المنسقة الإقليمية للحزب مينة شوعة و معهم حكيم بنشماش المنسق الجهوي يدعمون خوجة لا حبا فيه قدرما نكاية في الياس العماري الذي يأكل الاخضر و اليابس في الحزب. اما ما يمكن أن يهم الناظوريين أكثر فهو ظاهرة التهافت و الإرتماء الجماعي في أحضان التراكتور التي تؤكد لكل ما لا يزال به ذرة من شك ان السياسة على الطريقة الناظورية تشبه إلا حد كبير سياسة الحمالة في معبر باريتشينو أو سماسرة السيارات في شارع محمد الخامس أكثر من أي سياسة أخرى