أفادت مصادر داخلية من حزب الأصالة والمعاصرة في تطوان، أن وتيرة الاستقالات ترتفع كل يوم بسبب المشاكل الكبرى التي يتخبط فيها هذا الأخير، والتي تصفها مصادرنا ب«الكارثية». وكشف محدثونا أن آخر الاستقالات المقدمة إلى سكرتارية الأمانة الإقليمية لحزب الأصالة والمعاصرة، تمت من طرف بشرى اشقارة، ابنة المرحوم عبد الصادق اشقارة، والتي وجهتها إلى الأمانة الإقليمية الشاغرة حاليا، يوم 19 من الشهر الجاري. ووفق نص الاستقالة التي تتوفر «المساء» على نسخة منها، فإن بشرى اشقارة قدمت اعتذارها وأسفها على تقديمها الاستقالة من صفوف حزب الهمة، فيما كشفت مصادر أخرى أنها تعود إلى ما تعرفه هياكل الحزب بتطوان من جمود وارتباك. وفي اتصال للجريدة بالإطار المستقيل من حزب «التراكتور» تحفظت بشرى اشقارة عن ذكر مبررات استقالتها، مكتفية بالقول إنها تعود لأسباب عائلية، وهو نفس المبرر الذي ذكرته الأمينة الإقليمية المستقيلة ليلى أزرقان في تعليل أسباب استقالتها من المهمة المنوطة بها بالحزب. وأضافت مصادرنا أن عددا من الأعضاء البارزين بحزب الأصالة والمعاصرة بتطوان، أصبحوا مستائين من تسيير شؤون الحزب بمدينة الحمامة البيضاء، وخصوصا تجاه أحد الأعضاء الذي يملك مفاتيح المقر الحزبي، حيث أصبح محط انتقادات واسعة من طرفهم. استقالة أخرى فاجأت حزب الأصالة والمعاصرة تتجلى في تقديم حميد الدراق لاستقالته، حيث كان من أبرز الأعضاء بالحزب المذكور، وهو في نفس الوقت عضو مجلس جهة طنجة تطوان، ونائب رئيس غرفة التجارة والصناعة والخدمات بالمدينة. وفي اتصال بهذا الأخير أكد أنه يعتزم الانضمام إلى حزب التجمع الوطني للأحرار، وفاء منه، حسب قوله، «للحزب الذي كان والده عضوا فيه، ومثله كمستشار برلماني لدورتين». من جهته، كشف مصدر آخر أن أسباب استقالة الدراق «تعود إلى حرمانه من التزكية في مجلس المستشارين، حيث ترشح باسم الحزب الليبرالي، في الوقت الذي كان فيع عضوا في «البام»، وأضاف المتحدث أنه «بسبب الفراغ التنظيمي الذي يعرفه حزب «الأصالة والمعاصرة» بتطوان، خصوصا بعد تقديم الأمينة الإقليمية للحزب استقالتها، فإن المجلس الوطني والمجلس الجهوي هما الجهتان الوحيدتان المخول لهما قبول الاستقالة من عدمها»، وهو ما ينفيه الدراق، مشيرا إلى أن «استقالته لا رجعة فيها، وأنه وجه مراسلات بخصوصها إلى كل من المسؤول الإقليمي والأمين العام الجهوي». وعلمت «المساء» أن الحزب عقد، مؤخرا، اجتماعا درس فيه ما تنشره الجريدة من أخبار حول المشاكل الداخلية للحزب وحجم الاستقالات، حيث احتج أحد الأعضاء على حجم تسريبات مشاكل الحزب إلى جريدة «المساء» مقترحا فكرة تسريب أخبار كاذبة للجريدة، بهدف نفي صحتها من طرفهم فيما بعد. وكانت الجريدة قد نشرت ما تداوله أحد الاجتماعات الداخلية لحزب «الأصالة والمعاصرة»، بدعوة من بعض أعضاء سكرتارية الأمانة الإقليمية لحزب الأصالة والمعاصرة، حضره العديد من أعضاء السكرتارية بهدف مناقشة أوضاع الحزب التي تتميز بالجمود التنظيمي وتراكم المشاكل، وفي مقدمتها الديون المتراكمة على المقر، حيث يطالب منسق الحزب الإقليمي بأداء مستحقاته المتمثلة في 12 مليون سنتيم بعدما جهز مقر الحزب بتطوان. وبعد مناقشة الحلول الممكنة «للخروج من الأزمة التي يتخبط فيها الحزب»، والتي تهدد، وفق المذكرة التي توصلت «المساء» بنسخة منها، «بضياع مكتسبات سنوات طويلة من العمل»، قرر هؤلاء دعوة الأمانة الإقليمية لتولي تسيير الحزب بشكل جماعي إلى حين اتضاح الوضع التنظيمي، وخصوصا في جانبه المتعلق بالأمانة العامة المقبلة بعد استقالة الأمينة السابقة ليلى أزرقان. وقررت شبيبة حزب «الأصالة والمعاصرة» بتطوان أو ما يطلق عليها ب»لجنة الشباب» تجميد كل أنشطتها واجتماعاتها الرسمية بعدما لم تتم الاستجابة لمطالبها. مثلما قدمت يوم 14 من الشهر الجاري، مذكرة تحت اسم «ورقة مطالب مشروعة» تطالب فيها بتبني الشبيبة لإعادة هيكلة الأمانة الإقليمية للحزب على ما أسمته «أسس ديمقراطية» وتحديد تاريخ قار أولي لعقد المؤتمر الإقليمي في أقرب الآجال، كما طالبت بالإقدام «فورا» على تخصيص اعتماد مالي دوري للجنة حتى تتمكن من بلورة أنشطتها ومضامين اجتماعاتها في قالب حقيقي. وطالبت المذكرة الداخلية، التي تتوفر «المساء» كذلك على نسخة منها، بتبني ملتمس لجنة الشباب القاضي برفع تمثيلية في جميع أجهزة الحزب من 20 إلى 25 بالمائة، والدفاع عنه في المكتب التنفيذي الجهوي والمجلس الوطني للحزب.