اعتبر الرئيس الأمريكي باراك أوباما ونظيره الروسي، خلال مكالمة هاتفية جرت بينهما أول أمس الخميس، معاهدة «ستارت 2» لنزع الأسلحة النووية «تاريخية» للعلاقات بين البلدين، حسبما أفاد به البيت الأبيض. وجاء في بيان صدر عن البيت الأبيض أن «ميدفيديف هنأ أوباما إثر مصادقة الكونغرس على المعاهدة، واعتبر الرئيسان أنها حدث تاريخي للبلدين وللعلاقات الأمريكية الروسية». وأشار إلى أن المكالمة تمت صباح أول أمس الخميس. وتعتبر المعاهدة التي تم التوقيع عليها في أبريل الماضي بين البلدين نقطة محورية في رغبة الإدارة الأمريكية في القيام ب«انطلاقة جديدة» للعلاقات مع موسكو. وصادق مجلس الشيوخ الأمريكي، يوم الأربعاء الأخير، على النص بعد أسابيع عدة من المباحثات المكثفة في واشنطن مع جمهوريين مترددين. وكان من المقرر أن يصوت مجلس الدوما (النواب) الروسي يوم أمس الجمعة، في قراءة أولى، على نص المعاهدة على ألا تتم الموافقة النهائية عليها قبل يناير 2011. وتقضي المعاهدة، المحددة في عشر سنوات، بامتلاك كل من البلدين 1550 رأسا نوويا على الأكثر، مقابل 2200 حاليا، أي أنها خفضت عددها بنسبة ثلاثين في المائة. وهي تنص على استئناف عمليات التحقق المتبادلة من الترسانتين النوويتين للبلدين، التي توقفت في نهاية 2009 مع انتهاء معاهدة «ستارت» السابقة الموقعة في 1991. وأضاف البيت الأبيض أن الرئيسين تناولا، خلال المكالمة، التعاون بين بلديهما في العام الماضي، وأن «أوباما أشار إلى أنهما عملا معا بشكل بناء». وشدد أوباما أيضا على أهمية التعاون بين الولاياتالمتحدةوروسيا لحل الأزمة الناجمة إثر الانتخابات الرئاسية في ساحل العاج وحول الاستفتاء على استقلال جنوب السودان المقرر الشهر المقبل. وأشار البيت الأبيض إلى أن «الرئيسين تبادلا التمنيات بعيد ميلاد مجيد، وتعهدا بمواصلة الشراكة بينهما العام المقبل». وحول التصويت في مجلس الدوما الروسي، قال رئيس لجنة الشؤون الخارجية كونستانتين كوساتشيف، أول أمس الخميس، في تصريح لوكالة أنباء «إيتار-تاس»، إن «اللجنة أوصت النواب ببحث مشروع المصادقة على المعاهدة في 24 دجنبر من القراءة الأولى». وأضاف، حسب وكالات الأنباء الروسية، أن «هذا الإجراء يتيح للنواب الإدلاء بتصريحات وتقديم تعديلات على مشروع المصادقة الذي قدمه الرئيس الروسي». إلا أن كوساتشيف اعتبر أن الموافقة النهائية لن تحصل قبل يناير 2011، بعد الأعياد التي تنتهي في روسيا في 10 يناير. وأشار إلى أن النص الذي صادق عليه مجلس الشيوخ «يحتوي على عدد كبير من التفسيرات التي يتعين درسها بدقة». وكانت روسيا رحبت بتصديق مجلس الشيوخ الأمريكي على معاهدة «ستارت» الجديدة لخفض السلاح النووي، وقالت إن برلمانها سيبدأ عملية مناقشة المعاهدة للتصديق عليها بدءا من يوم أمس الجمعة. ونقلت وكالات الأنباء الروسية عن رئيس مجلس الدوما، بوريس جريزلوف، قوله: «إذا كانت الشروط (التي وضعها مجلس الشيوخ الأمريكي للتصديق على «ستارت» يوم الأربعاء الماضي) لا تعدل النص الأساسي للمعاهدة، فإنه يمكننا التصديق عليها بداية من الغد (يقصد الجمعة)». وأوضح رئيس الدوما، في تصريح نقلته وكالة أنباء «إيتارتاس»، آليات تصديق الدوما والخيارات المطروحة أمام المجلس بشأن المعاهدة قائلا: «إنه إذا كانت الوثائق الأمريكية لا تتفق مع تطلعات الجانب الروسي، فهناك سيناريوهات متعددة للمراحل التالية: يمكننا أولا تبني مشروع قانون للتصديق في قراءة أولى، ثم تبني التعديلات على النص تاليا». وبدوره، رحب الرئيس الروسي، ديميتري مدفيديف، بتصديق الولاياتالمتحدة على معاهدة «ستارت»، حسب ما نقلته عنه المتحدثة باسم الكرملين، ناتاليا تيماكوفا. وأضافت المتحدثة أن مدفيديف «أعرب عن الأمل في أن يكون الدوما ومجلس الاتحاد (مجلسا البرلمان) مستعدين لدراسة هذه القضية وحتى التصديق على الوثيقة». يذكر أن مجلس الشيوخ الأمريكي صادق على المعاهدة الجديدة -التي تأخرت إجازتها عدة أشهر- بغالبية 71 صوتا مقابل 26، وعلى الرغم من المعارضة الجمهورية المتواصلة للاتفاقية الجديدة، فإن 13 سيناتورا جمهوريا ضموا أصواتهم على المعسكر الديمقراطي في التصويت لصالحها. وكان مجلس الشيوخ الأمريكي وافق يوم الثلاثاء الفارط على إنهاء النقاش بشأن معاهدة «ستارت».