تكبد ميناء طنجة المتوسطي خسائر مالية مهمة وصلت إلى ملايين الدراهم بعدما حوّلت أزيد من 35 ألف حاوية وجهتها من ميناء طنجة نحو ميناء الجزيرة الخضراء، بسبب الإضرابات التي قادها عمال بشركة «أ. ب. م. ترمنال طنجة»، خلال الأيام الماضية. وتقول مصادر نقابية إن الإضراب جاء بعد رفض إدارة الشركة التجاوب مع مطالبهم التي قالوا إنها بسيطة، ومشروعة، إذ كان بإمكان مسؤولي الشركة تفادي هذا الإضراب من خلال فتح حوار مع العمال لمناقشة مطالبهم البسيطة بدل أن تخسر الملايين من الدراهم التي استفاد منها ميناء الجزيرة الخضراء بشكل مجاني. وتأتي استفادة ميناء الجزيرة الخضراء من مداخيل هذه الحاويات، في الوقت الذي يشهد نفس الميناء تراجعا غير مسبوق على مستوى استقبال البواخر التجارية، والتي أصبحت تتجه إلى ميناء طنجة المتوسطي، الذي ضرب حصارا تجاريا واقتصاديا على الميناء الإسباني منذ انطلاق أنشطته التجارية. وأفادت نفس المصادر أن مسؤولا مصريا يعمل داخل الشركة يحاول استفزاز مستخدمي الشركة لدفعهم إلى خوض الإضراب، إذ يعمل على إشعال فتيل الصراع بين العمال، من أجل القضاء على العمل النقابي داخل الشركة. ووفقا لنفس المصادر، فإن شبهات كثيرة تحوم حول هذا المسير المصري الذي قالوا إنه يقوم بزيارات للجزائر، فيما تضاربت أنباء حول وعود تلقاها هذا المسؤول، تتمثل في منحه مسؤولية تسيير أحد المواني الجزائرية مقابل تخليه عن العمل داخل الميناء المتوسطي. وقد أجرت «المساء» أكثر من اتصال بهذا المسؤول المصري بشركة» أ. ب . م ترمنال طنجة»، لكن هاتفه لا يجيب، كما حاولت ربط الاتصال بمسؤول الموارد البشرية في نفس الشركة، غير أن هاتفه كان دائما خارج التغطية... وكان من تداعيات هذا الإضراب أن اتخذت الشركة قرار الطرد في حق عدد من العمال، كما أوقفت آخرين، وهو إجراء وصفته مصادر نقابية «التعسفي والظالم». وعقب ذلك، أصدر المكتب النقابي للاتحاد المغربي للشغل بيانا يدين في طرد أحد المستخدمين المنتمين إليه، دون أن يكون ارتكب أي خطإ مهني يستوجب الطرد أو التوقيف. وقال بيان الاتحاد، الذي توصلت «المساء» بنسخة منه، إن الشركة المذكورة تراجعت عن عدد من التزاماتها تجاه المستخدمين، وبدأت تنهج أسلوب التهديد والاستفزاز تجاه مطالبهم التي وصفوها ب « المشروعة». ووفق نفس البيان، فإن الشركة ظلت تحارب المكتب النقابي، إذ لم ترد على المراسلات النقابية والاقتراحات التي قالوا إن من شأنها أن تساهم في بناء شراكة فعالة يطبعها حوار دائم ومسؤول، من أجل المصلحة العامة ومن أجل ازدهار كل مكونات المقاولة. بالمقابل، حمّل عمال الشركة مسؤولية الأوضاع المزرية التي يعيشونها لإدارة الشركة، وقالوا إن المسؤولين يتعمدون خلق وضع استثنائي داخل الشركة للتضييق على العمل النقابي، بنهج سياسية تكميم الأفواه المطالبة باحترام القانون والالتزامات والأنظمة الجاري بها العمل. ويعيش عمال شركة «أ. ب. م. ترمنال طنجة» أجواء مكهربة بينهم وبين إدارة الشركة، بسبب التضييقات التي قالوا إن الشركة تمارسها ضد عملهم النقابي المشروع، فضلا على التهديدات والتخويفات والإهانات التي يتلقونها بشكل يومي من قبل أحد مسؤولين الشركة. ويطالب العمال إدارة الشركة بإعادة النظر في قرارات الطرد التي اتخذتها في حق عدد منهم، بسبب ممارستهم عملهم النقابي والنضالي، كما يؤكدون على ضرورة فتح باب الحوار مع المكتب النقابي للعمال، من أجل مناقشة ملفهم المطلبي.