يبدو أن تناقض المصالح الإقتصادية المباشرة بين المغرب و إسبانيا لم يعد حصرا على الطماطم والبرتقال، بل انتقل إلى حاويات الشحن البحري، فقد أبدت بعض وسائل الإعلام الإسبانية قلقها من المنافسة التي سيشكلها ميناء طنجة المتوسطي لميناء الجزيرة الخضراء، وأكدت بأن الصراع سيكون شديدا و المنافسة قوية. وجاء هذا الإهتمام إثر إعلان الشركة الدانماركية مايرسك أنها ستحول عمليات نقل وشحن نصف مليون من حاويات السفن إلى ميناء طنجة وهو ما يعني تقليص لمستوى نشاطها في ميناء الجزيرة الخضراء بنسبة 25 بالمائة. وقد عللت الشركة هذا الإنتقال إلى الضفة الأخرى من المتوسط، بأنه إجراء سيمكنها من تقليص كلفة شحن الحاوية الواحدة بنسبة 20 بالمائة. وقد أرجعت المصادر الإسبانية هذا الإنخفاض في تكلفة الشحن من ناحية إلى انخفاض الضرائب المطبقة بالميناء المغربي، و من ناحية أخرى إلى انخفض تكاليف الموارد البشرية، فمثلا معدل أجرعامل الشحن والتفريغ في الميناء المغربي لا يزيد عن 300 يورو بالشهر، بينما يصل معدل أجر نظيره الإسباني إلى 3000 يورو في الشهر. وقد أكدت المصادر الصحفية بأن تكلفة الحاوية الواحدة في الجزيرة الخضراء هي 70 يورو، بينما لا تتعدى هذه التكلفة بميناء طنجة 50 يورو. وبالتالي فإن نقل الشركة الدانماركية لعملية شحن نصف مليون حاوية إلى ميناء طنجة سيحمل ميناء الجزيرة الخضراء خسارة 35 مليون يورو في السنة. وأمام هذه المعطيات فقد طالبت نقابات عمال التفريغ والشحن العديد من الإدارات منها بلدية الجزيرة الخضراء التدخل لدى الشركة الدانيماركية لثنيها عن نقل جزء من نشاطها إلى المغرب. يذكر أن قانون الموانئ الجديد الذي تعده الحكومة الإسبانية، سيمنح حرية أكبر للموانئ العمومية، وهو ماسيمكنها من تقليص الضرائب وبالتالي من منافسة ميناء طنجة.