يبدو أن ميناء طنجة المتوسطي لا يثير قلق ميناء الجزيرة الخضراء فحسب، وإنما كل إدارة الموانئ الإسبانية، فرئيس إدارة الموانئ الدولة في إسبانيا قد "دخل حالة تأهب عامة"، منذ أيام ضد ميناء طنجة. فقد تناقلت عنه هذه الأيام وسائل الإعلام الإسباني تصريحات يدعوا فيها الموانئ الإسبانية إلى الاستعداد للتحدي المغربي. ودعاها إلى تحسين جودة الخدمات، وزيادة عدد الرافعات و القطارات مؤكدا بأنه فقط بهذه الطريقة "نستطيع مقاومة موانئ منافسة، وعلى الخصوص ميناء طنجة، الذي يشكل تحديا كبيرا أمام إسبانيا في الممرات الكبرى في المحيط الأطلسي و البحر الأبيض المتوسط" ورغم الشعور السائد في إسبانيا من أن قانون الموانئ الجديد، الذي يوفر لإدارات الموانئ مجال استقلالية أوسع، سيمكن هذه من الدخول في منافسة جدية مع المغرب بتقليص الضرائب على عمليات الشحن و التفريغ، فقد أكد رئيس موانئ الدولة بأن "من المستحيل التنافس مع المغرب على مستوى التكاليف"، و أنه ينبغي البحث عن الامتياز في "التكنولوجيا، التخصص و جودة الخدمات". وهكذا يبدو أن تناقض المصالح الاقتصادية المباشرة بين المغرب و إسبانيا لم يعد حصرا على الطماطم والبرتقال والفراولة، بل انتقل إلى حاويات الشحن البحري، فقد أبدت بعض وسائل الإعلام الإسبانية قلقها من المنافسة التي سيشكلها ميناء طنجة المتوسطي لميناء الجزيرة الخضراء، وأكدت بأن الصراع سيكون شديدا والمنافسة قوية وقد أرجعت المصادر الصحفية تهديد ميناء طنجة إلى الانخفاض في تكلفة الشحن بالنظر إلى حجم الضرائب المطبقة بالميناء المغربي الضعيف بمقارنته بتلك المطبقة في الموانئ الإسبانية، و من ناحية أخرى بالنظر إلى انخفاض تكاليف الموارد البشرية، فمثلا معدل أجر عامل الشحن والتفريغ في الميناء المغربي لا يزيد عن 300يورو بالشهر، بينما يصل معدل أجر نظيره الإسباني إلى 3000 يورو في الشهر.