دارت، يوم أمس الأربعاء، مواجهات عنيفة بين أبناء بلدة «سلوان»، الواقعة في الجهة الجنوبية من المسجد الأقصى وبين جنود الاحتلال، منذ فجر اليوم، حيث استُشهد شاب مقدسي وأصيب آخرون. وأكد شهود عيان من المدينة المقدسة أن فرقة من وحدة المستعربين، التابعة لجيش الاحتلال الإسرائيلي، نصبت كمينا، فجرا، في بلدة «سلوان» لثلاثة شبان مقدسيين من سكان البلدة وشرعت على الفور في إطلاق الرصاص عليهم، فأصابتهم إصابات مباشرة وتم نقلهم إلى مستشفى «هداسا -عين كارم» في غربي القدسالمحتلة، إلا أن أحدهم سقط شهيدا متأثرا بإصاباته البالغة. وأفادت بعض المصادر بأن الشاب الشهيد هو سامر سرحان، 28 عاما، ولم تعرف حتى الآن هوية المصابَيْن. وواصلت الجماعات اليهودية المتطرفة استفزازاتها وتحرشاتها بالمواطنين في بلدة «سلوان»، وخاصة بالقرب من البؤر الاستيطانية المنتشرة في عدد من أحياء البلدة، ولاسيما بالقرب من بؤرتي «بيت العسل» و«بيت يوناتان» في حي «بطن الهوى» أو الحارة الوسطى. وتنتشر حاليا قوات كثيرة من شرطة وجنود الاحتلال في البلدة وأحيائها المختلفة وتقيم المتاريس والحواجز العسكرية وتغلق بعض الشوارع، لمواجهة غضبة المواطنين الذين خرجوا إلى الشوارع للتعبير عن سخطهم من اعتداءات المستوطنين المتطرفين ووقوف قوات الاحتلال إلى جانبهم في أعمال التنكيل والاعتداء على سكان هذه البلدة المقدسية التي تعتبر خطَّ الدفاع الأول عن المسجد الأقصى المبارَك. إلى ذلك، منعت قوات الاحتلال الإسرائيلي سيارات الإسعاف من الدخول إلى بلدة سلوان المقدسية لنقل المصابين إلى المستشفيات، خاصة بعد ارتفاع عدد الإصابات في صفوف المواطنين الفلسطينيين في المواجهات العنيفة التي دارت بينهم وبين قوات الاحتلال، إثر استشهاد الشاب المقدسي. كما منعت قوات وشرطة الاحتلال الصحافيين ووسائل الإعلام من دخول «سلوان» لتغطية الأحداث، وفرضت طوقا عسكريا محكما على المنطقة. ومن جهة أخرى، اعتقلت قوات الاحتلال الإسرائيلية في الساعات الأولى من صباح الأربعاء 12 مواطنا فلسطينيا في نابلس وبيت لحم في الضفة الغربية. ويشن الجيش الإسرائيلي حملات اعتقالات ومداهمات شبه يومية في الضفة الغربية، في إطار ملاحقة نشطاء فلسطينيين يصفهم ب«المطلوبين».. جدير بالذكر أن بعض المصادر الإسرائيلية تحدثت عن وقوع إصابات بين اليهود المتطرفين وأكدت أن سكان «سلوان» يحاولون، رغم الانتشار المكثَّف لقوات الاحتلال، اقتحام البؤر الاستيطانية التي ينطلق منها المعتدون على الفلسطينيين. وفي ارتباط بالشأن الفلسطيني، اعتبرت لجنة الأممالمتحدة المكلَّفة بتقييم التحقيقات التي أجرتها حماس وإسرائيل حول الحرب التي شنّتْها الأخيرة على غزة في دجنبر 2008، أن إسرائيل وحماس فشلتا في القيام بتحقيقات مستقلة ملائمة حول التصريحات بارتكاب جرائم حرب، خلال العملية الحربية على غزة. وجاء قي تقرير لجنة الخبراء الأمميين، الذي نُشر أول أمس الثلاثاء، أن التحقيقيْن اللذين أنجزهما الطرفان، بطلب من القاضي غولدستون، المعيّن من قِبَل الأممالمتحدة «يبقيان غير مكتملين في بعض الحالات أو أنهما لم يرْقَيا إلى المعايير الدولية في حالات أخرى». وكانت اللجنة قد كُلفت في شهر مارس الأخير بمراجعة المساطر القضائية التي اتخذتها إسرائيل والفلسطينيون على إثر الهجوم الإسرائيلي على غزة سنة 2008. وأوضح الخبراء الثلاثة في اللجنة الأممية أن إسرائيل قامت، فعلا، بالتحقيق حول العملية الحربية التي امتدت من 27 دجنبر إلى 18 يناير 2009 وأدت إلى سقوط 1400 قتيل فلسطيني و13 إسرائيليا، ونشرت عددا من المعلومات عنها. وكان تقرير القاضي غولدستون، الذي نُشر قبل حوالي سنة، قد اتهم إسرائيل ومجموعات فلسطينية بارتكابها جرائم حرب خلال حرب غزة. وأوصى بعرض القضية على المحكمة الجنائية الدولية في لاهاي إذا ما رفضت إسرائيل والفلسطينيون فتح تحقيقات ذات مصداقية حول جرائم الحرب»، من أجل معاقبة المسؤولين.