يعيش سكان مدينة العيون، على وقع أزمة ماء منذ بداية موسم الصيف الحالي، بسبب انقطاع المياه الصالحة للشرب عن منازلهم، دون سابق إعلان من طرف إدارة المكتب الوطني للماء الصالح للشرب بالمدينة. وتواصل هذا الانقطاع للماء الشروب خلال شهر رمضان المبارك، بل ازدادت حدته لتصل إلى ذروتها خلال نهاية الأسبوع الأول من شهر الصوم، حيث يزداد الطلب على هذه المادة الحيوية مع ارتفاع موجة الحر التي تعرفها المملكة، مما جعل المواطنين يلجؤون إلى الشاحنات الصهريجية المعروفة محليا باسم «الكوبات» التي بدورها أصبح ملاكها يتلكؤون في تزويد المنازل بالماء الصالح للشرب، رغم أن السكان، يقطعون مسافات طويلة ليصلوا إلى نقطة تزويد الشاحنات الصهريجية بالماء بمركز تابع للمكتب الجهوي للماء الصالح للشرب، فبعض أصاحب شاحنات الماء يعتذر، عن تزويد البيوت بالماء بسبب احتكاره من طرف بعض «كوريات» الدجاج التي يخاف أصاحبها من نفوقها بسبب الحرارة المفرطة، كما استنكرت فعاليات محلية الطريقة التي تدير بها إدارة الماء الصالح للشرب هذه الموجة من الانقطاعات المتكررة في شبكة الماء. ومن جانبها وكعادتها ترفض المديرية الجهوية للماء الصالح للشرب، إعطاء الأسباب الحقيقية لهذا الانقطاع الذي شمل المدينة كلها، بعدما كان السنة الماضية، حرم سكان بعض الأحياء كالقدس والراحة وتجزئة 707، لتنتقل عدوى العطش هذه السنة إلى كافة أحياء المدينة التي تجاوز عدد ساكنيها 300 ألف نسمة، وحسب المعطيات، التي تعود القطاع الوصي على الماء بالأقاليم الصحراوية على الإدلاء بها في كل مناسبة، حيث تحولت المحطة التي تزود المدينة بالماء الشروب إلى مزار سياحي تؤمه الوفود الأجنبية وتقدم لهم الشروح التي لا تعكس واقع تزويد المدينة بمادة حيوية، خصوصا بمدينة ذات مناخ شبه جاف، فإن التزود بالماء بلغ درجة مهمة من حيث عدد المستفيدين من الماء الشروب، وأنه مع بداية هذه السنة الماضية، سيتم تزويد المدينة بأكثر من 90 في المائة من حاجياتها، حيث وصل حجم الاستثمارات التي قام بها المكتب منذ سنة 1975 إلى940 مليون درهم، شملت إنجاز محطة تحلية ماء البحر بالعيون وتجهيز آبار الماء الأجاج لإنتاج1296 مترا مكعبا، وتجهيز سبعة آبار على نبيضة فم الواد ووضع قنوات للجر وتقوية وتوسيع شبكة التوزيع بمركز العيون وإنشاء عدة خزانات، كما عمل المكتب على توسيع شبكة التوزيع بالعيون، وتزويد مدينة العيون انطلاقا من آبار فم الواد ب1728 متر مكعب، وتقوية قنوات الجر انطلاقا من محطة تحلية ماء البحر.