عادت معاناة سكان جماعة برادية مع الماء الصالح للشرب لتطفو من جديد، إذ تعيش أحياء مركز الجماعة القروية، التي تضم أزيد من 45 ألف نسمة، عطشا متواصلا بفعل الانقطاع المستمر للماء الصالح للشرب منذ بداية فصل الصيف، ووصلت ذروته خلال الأسبوع الأخير حيث لم تتوصل مساكن بالطوابق العلوية بنصيبها من الماء لمدة جاوزت الأسبوع. ويضطر السكان للبحث عن آبار يجلبون منها الماء، إذ لم تنفع محركات الضخ التي نصبها سكان الطوابق العلوية في مساعدتهم على الظفر بالمادة الحيوية، ومع ارتفاع درجات الحرارة المفرطة التي عرفتها المنطقة، أكد مواطنون في تصريحات ل«المساء» تذمرهم من «استمرار حرمان ساكنة مركز برادية من الماء الشروب رغم الاحتجاج والشكايات المتكررة التي قدمت سابقا لإدارة المكتب الوطني للماء الصالح للشرب». وطالب المحتجون ب«فسخ عقدة تفويت الماء الصالح للشرب التي عقدها المجلس الجماعي مع المكتب الوطني للماء الصالح للشرب منذ سنوات، وفسروا ذلك بكون «العهد السابق الذي كانت فيه الجماعة تقوم بتسيير الماء لم تكن تسجل أي انقطاعات للماء»، هذا وتعيش دواوير من نفس الجماعة وضعا مختلفا أفضل من مركز الجماعة، إذ تقوم جمعيات بالتدبير اليومي للماء بدوار أولاد علي الواد وبدوار أولاد ادريس، وتقدم خدمات عالية الجودة بالمقارنة مع خدمات إدارة عمومية تتوفر على جميع الإمكانات ولا تستجيب لحاجيات المواطنين. ولم يسلم اليوم الأول من رمضان من انقطاع متواصل للماء رغم الحاجة الملحة له، إذ يضطر المواطنون إلى البحث عن آبار خاصة للمحسنين للتزود بالماء رغم كونها لا تتوفر فيها شروط السلامة الصحية. وفي علاقة بالموضوع أكد مصدر من المجلس الجماعي أن «إدارة المكتب الوطني للماء لم تلتزم بدفتر التحملات الذي بموجبه تم تفويت استغلال الماء حيث لم يقم بتغيير شبكة القنوات المتهالكة والمهترئة التي تسلم بموجبها تفويض تدبير الماء الصالح للشرب بجماعة حد برادية». وكان رئيس المجلس القروي حد برادية قد راسل إدارة المكتب الوطني للماء الصالح للشرب حول الانقطاع المتكرر والكلي للماء بمركز حد برادية، واقترح المجلس «المشاركة في تجاوز الخصاص الكبير وضعف الصبيب ببعض الأحياء بتوفير آلية ضخ تقوي الصبيب»، إلا أن إدارة المكتب الوطني للماء الصالح للشرب لم تهتم بمراسلة المجلس الجماعي، ومراسلة أخرى للسلطة المحلية حول الموضوع . وكان محمد أجيب، المدير الإقليمي للمكتب الوطني للماء الصالح للشرب، قد صرح في وقت سابق ل«المساء» عقب أزمة مماثلة السنة الماضية بنفس المركز، أن «إدارة المكتب الوطني ستقوم بتقوية الضغط في الشبكة لتجاوز مشكل مركز البرادية وضعف الصبيب وذلك عبر الإعلان عن طلب عروض خلال شهر»، وأكد أجيب، أن «برنامجا يهم تجديد شبكة قنوات الربط المهترئة حدده المكتب الوطني للماء الصالح للشرب يهم تجديد الشبكة في المناطق التي تعرف فيها تدهورا كبيرا، منها مركز جماعة حد برادية»، وهو ما لم يتحقق رغم مرور سنة كاملة على تصريح المدير الإقليمي للماء الصالح للشرب.