يشكو حوالي 200 ألف نسمة ( ماتي ألف نسمة ) من سكان بني ملال من الإنقطاعات اليومية للماء الشروب، بأغلبية الأحياء الشعبية (القصبة، أولاد عياد نزالة، حي الشرف، باب فتوح. بوعشوش التقدم ...). ويضطر العديد من السكان الذين التقت التجديد عينة منهم إلى انتظار الساعات الأخيرة من الليل أو الأولى من الفجر؛ لادخار ما قد يكفيهم من ماء خلال اليوم الموالي، وذلك إما باللجوء إلى بعض الحنفيات العمومية، والقليلة جدا، أو إلى عيون ( أسردون، تامكنونت، بويعقوب) لسقي ماء غير معالج. وتتضاعف معاناة ساكنة بني ملال حسب المتحدثين للتجديد، نظرا لارتفاع درجة الحرارة التي تتعدى 42 درجة حرارية، مما يزيد من الحاجة إلى مادة الماء الحيوية، خاصة للأطفال والرضع والمرضى. كما إن الكثيرين لا تتيسر لهم عملية جلب الماء من الحنفيات العمومية أو السواقي والعيون، نظرا لانعدام الإمكانيات الخاصة بالنقل. وفي اتصال للتجديد مع محمد أجيب، المدير الجهوي للمكتب الوطني للماء الصالح للشرب، حول توفير الماء للمدينة، صرح بـ أن أشغال المشروع الذي يرتقب أن يحد من هذه الظاهرة مستمرة، وبلغت نسبة الإنجاز فيها 40 بالمائة، فيما وصلت أشغال محطة المعالجة 100 بالمائة، لكن المشروع لن يكون جاهزا إلا في السنة المقبلة ، مما يؤكد أن صيف هذه السنة سيعرف عطشا واسعا لدا الساكنة. ولم يتسن للتجديد الاتصال بالشيخي، مدير الوكالة المستقلة لتوزيع الماء والكهرباء ببني ملال، لمعرفة المعايير التي تعتمدها وكالته لقطع الماء عن بعض الأحياء دون غيرها، ومدى قانونية هذا الإجراء، إذا كان جميع المنخرطين يؤدون فواتير الاستهلاك في آخر كل دورة. وتجدر الإشارة إلى أن مشروع جلب الماء من أفورار إلى بني ملال (25 كلم )؛ لتغطية حاجيات مدينة بني ملال بالماء الشروب (360 لترا في الثانية ) على المدى المتوسط والبعيد، برمجه المكتب الوطني للماء الصالح للشرب لتقوية الإنتاج؛ انطلاقا من حقينة سد بين الويدان، بصبيب 380 لترا في الثانية، وبكلفة إجمالية 200 مليون درهم، بتمويل من المكتب مصدره قرض من البنك الأفريقي للتنمية. لكن هذا المشروع الذي كانت الساكنة تنتظر أن ينجز في هذا الصيف لم يتم، خاصة وأن بداية شتنبر تعرف غالبا أمطارا تحول دون تزود هذه المدينة مرة أخرى بالماء الشروب .