تعيش مدينة بني ملال طيلة ثلاثة أيام بدون ماء ، ويضطر مئات السكان هذه الأيام إلى الانتظام في طوابير طويلة أمام الآبار القديمة بالمدينة وآبار خاصة للتزود بالماء أو بمياه الآبار التي تم حفرها للسقي الحدائق العمومية كحديقة تامكنونت وآبار الحمامات الشعبية ، مدينة بني ملال التي اشتهرت بوفرة مياهها تعرف انقطاع متكرر ولفترات زمنية طويلة عن بعض الأحياء فيما أحياء أخرى تعرف انقطاعا كاملا للماء دون سابق إنذار أو حتى أو إخبار السكان بما يجري. "" وحاولت "هسبريس" الاتصال مرات عديدة بإدارة وكالة توزيع الماء والكهرباء لتادلة إلا أن الاتصال بها تعذر نظرا لوجود خطوط الهاتف خارج التغطية ونظرا للتسويف في مقابلة المسؤولين عن الوكالة . وعلمت" هسبريس " أن انقطاع الماء جاء نتيجة تلوث مياه عين اسردون بسبب العواصف الرعدية التي ضربت مناطق مرتفعة من الأطلس ، وأكدت مصادر ل" هسبريس " أن "تصفية أكبر مزود للمدينة بالماء من الأوحال المترتبة عن العواصف الرعدية يتطلب أيام وأسابيع ، في الوقت الذي يتعذر فيه على البئر الاحتياطي الموجود بمنطقة سيدي جابر تزويد أزيد من 300 ألف نسمة من ساكنة المدينة ، رغم مايقال عن عدم جودة مياه هذا الأخير ." وفي الوقت الذي توجه فيه المواطنون إلى الوقوف أمام بعض السقايات في طوابير طويلة منذ الصباح الباكر للتزود بالماء ،أو التجوال بالمدينة من شرقها إلى غربها عساهم يجدون مطلبهم ، علمت " هسبريس " أن المستشفى الجهوي ببني ملال يعيش وضعا صعبا بسبب غياب الماء ، وأصبح "العديد من المرضى مطالبين بشراء قنينات الماء بالإضافة إلى الأدوية خاصة وان انقطاع الماء يسبب ضغطا نفسيا مضاعفا ، نظرا لصعوبة شرب مياه الآبار الغير معالجة "كما أكد ذلك العديد من المواطنين في اتصالات بالموقع. وكانت عدة مناطق من المدينة عاشت انقطاعا دائما للماء مما شكل أزمة كبيرة وقلقا لدى السكان خاصة بأحياء أولاد عياد أكبر الأحياء المتضررة ، وبحي أوربيع ، وبالمدينة القديمة وأحياء بوشريط وبوعشوش والشهداء والعامرية والحي الصناعي والصومعة .... ولجأ بعض المواطنين إلى خزان للماء يملأ بواسطة بئر سبق حفر منذ الاستعمار ، إلا أن تزامن انقطاع الماء مع انعقاد السوق الأسبوعي بأطراف المدينة أول أمس الثلاثاء زاد الوضع تفاقما . يشار إلى أن المدينة كانت تتزود فيما مضى أثناء أزمات مماثلة من مياه العيون والمنابع الكثيرة التي كانت تعرف بها المدينة كعين تامكنونت ووادي فوغال ، إلا أن غياب الاهتمام بهذه المصادر وتحويل بعضها إلى مصب للمياه العادمة ساهم في القضاء على احتياط طبيعي توفره المصادر السالفة الذكر. يشار أيضا إلى أن مناطق مجاورة للمدينة تعيش طيلة الشهرين الأخيرين أزمة حادة في الماء وخاصة بمنطقة أدوز بجماعة فم العنصر ، ومنطقة الزوايير بجماعة أولاد ايعيش ، ومركز جماعة حد البرادية ، في الوقت الذي يتساءل فيه بعض المواطنين في تصريحات ل" هسبريس " عن "مآل أرباح وكالة توزيع الماء والكهرباء بتادلة التي بلغت 11 مليار سنتيم هذه السنة كما أعلنت الوكالة قبل شهرين على صفحات الجرائد الوطنية".