تعود صور حمل سكان الأحياء الشعبية بقلعة السراغنة للأواني و«البيدوزات» لجلب الماء من الآبار ومن أحياء بعيدة بالمدينة إلى الظهور من جديد في فصل الصيف، وتتحول المدينة إلى ما يشبه الريف الكبير، حيث تصادف نساء وأطفالا يسعون وراء كمية من الماء لإرواء ظمأ أسرهم، بعد أن انقطع الماء الشروب عن عدد من الأحياء دون سابق إنذار، ودون ذكر الأسباب، مما خلف استياء عميقا وسط الساكنة التي أصبحت أمام مشكل مفاجئ يتطلب اتخاذ بعض المبادرات لحله. فمنذ يوم الاثنين 19يوليوز الجاري لا أثر للماء بأحياء متعددة، كجنان بكار، والعرصة، والعوينة، إذ أكد العديد من السكان في اتصال ب «المساء» أن الماء منقطع بهذه الأحياء، ولم يتزودوا به من جديد إلا في الساعة الواحدة ليلا. كما أن اتصالات «المساء» ب مصادرها أكدت هذه المعطيات، وزادت أن أحياء أخرى كدرب بن خلدون لا تصلها إلا كمية ضئيلة من الماء الشروب إلى المنازل. وفي تصريح ل«المساء»، شجب عبد الرزاق حاضر، عضو مكتب الفرع المحلي للجمعية المغربية لحقوق الإنسان بقلعة السراغنة هذا «التصرف غير المسؤول» من قبل المكتب الوطني للماء الشروب بالمدينة. واستغرب الناشط الحقوقي كيف يقدم المكتب على قطع الماء عن السكان في عز الصيف، الذي تجاوزت حرارته بالمدينة الأربعين درجة. وكان الأسبوع الماضي عرف أيضا انقطاعا للماء الشروب طيلة النهار ولا يعود الصبيب المائي بشكل عادي، إلا في الفترات المسائية والليلية من اليوم نفسه، وهو ما يحرم الموطنين بالمدينة من الاستحمام داخل منازلهم في هذا الفصل الحار، وقضاء عدد من أشغالهم المنزلية، خصوصا بالنسبة للذين يقطنون بالطوابق العليا. معاناة هؤلاء السكان من النقص الشديد في صبيب الماء أو الانقطاعات التامة داخل المنازل بالأحياء القديمة، لا تعرفها الأحياء الجديدةبالمدينة مثل النخلة 1 و2 وإمليل وعواطف. وبينما لم تفلح الاتصالات المتعددة بالمدير الإقليمي للمكتب الوطني للماء الصالح للشرب بالقلعة ولا برئيس المجلس البلدي من أجل أخذ رأيهما في الموضوع، إذ ظلت هواتفهما خارج التغطية، نفى الطاهر بلفاسي، النائب الرابع لرئيس المجلس البلدي لقلعة السراغنة الانقطاع التام للماء الشروب بهذه الأحياء، لكنه أقر في اتصال مع «المساء» أنه «فعلا هناك انخفاض في الصبيب المائي، الذي يصل إلى منازل هذه الأحياء، بسبب الضغط المتزايد في الطلب على الماء في هذه الفترة من السنة». في سياق آخر تفتقر بعض تدخلات المكتب الوطني للماء الصالح للشرب لإصلاح التسربات في شبكة الماء الشروب داخل الأزقة والأحياء إلى اللمسة الأخيرة لإنجازها بالشكل المطلوب، إذ يترك موظفو المكتب وراءهم حفرا أو عيوبا مائية دون إرجاع الأمور إلى ما كانت عليه، مما يشوه جمالية بعض الأحياء. خاصة وأن المدينة انتهى بها حديثا عدد من أوراش إصلاح أزقتها وبعض شوارعها.