توثق الصورة لحدث تاريخي بين المغرب والجزائر، إذ تؤرخ لاتفاق وقف إطلاق النار بين الطرفين بعد نشوب حرب أطلق عليها حرب الرمال. ويظهر في الصورة كل من الملك الراحل الحسن الثاني والرئيس الجزائري أحمد بن بلة وهما يوقعان اتفاقا لوضع حد للحرب المباشرة بين المغرب والجزائر، والتي ستأخذ أشكالا غير مباشرة بين الطرفين فيما بعد. وحضر التوقيع الذي تم في العاصمة المالية باماكو في 29 أكتوبر من سنة 1963 كل من الإمبراطور الإثيوبي هالي سيلاسي والرئيس المالي مليان موديبو كيتا، وأحمد رضا كديرة وزير الشؤون الخارجية، وأحمد بلافريج والشرقاوي. وتعود أسباب الحرب إلى آخر اجتماع جرى على انفراد بين الملك الحسن الثاني والرئيس أحمد بن بلا ، إذ طلب الأخير من الملك المغربي أن يؤخر بحث موضوع الحدود إلى حين استكمال الجزائر إقامةَ المؤسسات الدستورية، وتسلُّمَه مقاليد السلطة بوصفه رئيس الدولة الجزائرية المنتخب، إلا أن أحداثا وقعت سرعت من وتيرة الحرب. إذ أذيع في بعض وسائل الإعلام أن القوات الجزائرية دخلت طرفاية كي تحرض السكان على الثورة ضد الملك، وأن المدرعات تحتل واحتي زقدو ومريجة مع نهاية سبتمبر 1963، على هذا الأساس قام الملك الحسن الثاني ومحمد أوفقير بإرسال القوات المغربية المرابطة بتوقنيت لاستعادة تينجوب وحاسي بيضا، في قلب الأراضي المغربية «المنزوعة» من طرف الفرنسيين، هاتان القريتان تسيطران على الطريق الرابط بين الحدود الجزائرية إلى تندوف والصحراء المغربية، في الوقت الذي تحدث فيه البعض عن أن القوات الجزائرية كانت أول من بادر للحرب باستهداف قوات مساعدة مغربية في التراب المغربي(حاسي بيضا). وتلقت الجزائر في حربها ضد المغرب دعما من الإتحاد السوفياتي ومصر وكوبا، في الوقت الذي دعمت فيه كل من فرنسا وأمريكا موقف المغرب.