استفادت جميع شركات الطيران من اتفاقية السماء المفتوحة التي أبرمها المغرب مع الاتحاد الأوربي، غير أن تخوفات بدأت تطفوعلى السطح جراء ارتفاع أسعار البترول في السوق الدولية، مما سيدفع بالشركات إلى رفع أسعار التذاكر التي يدفعها المسافرون. وأحالت ممثلة «لارام»، خلال الندوة التي نظمت بشراكة بين «كلوب أنتروبراندر» و«معهد أمادوس»، أول أمس الأربعاء بالدار البيضاء حول «تأثير اتفاق السماء المفتوحة على قطاعي النقل الجوي والسياحة»، على التخوفات التي أبدتها المنظمة الدولية للطيران، بفعل ارتفاع أسعار البترول، بحيث لا يمكن أن تصمد أمامه سوى الشركات التي تتوفر على سيولة مالية عالية، مشيرة إلى أن شركات الطيران تضطر، في ظل هذا الوضع، إلى تحمل الزبون تلك الزيادة، وهوما شرعت فيه «لارام». ثم إن هذا الوضع قد يضطر بعض الشركات إلى تخفيض عدد رحلاتها في المستقبل.غير أن جيمع الشركات العاملة في الأجواء المغربية مازالت مطمئنة، حسب ما تجلى، خلال الندوة، إلى أن نشاطها سيعرف تطورا كبيرا في المغرب. ورغم ما اعتبر تداعيات إيجابية لاتفاقية السماء المفتوحة التي أبرمها المغرب قبل سنة ونصف مع الاتحاد الأوروبي على حركة الطيران في المغرب، عبر ارتفاع عدد المسافرين الذين تقلهم «لارام» وصعود نجم الشركات ذات الأسعار المخفضة، فإن المغاربة المشاركين في الندوة، وفي مقدمتهم وزير النقل والتجهيز، كريم غلاب، اشتكوا من بعض التضييقات التي يصادفها الفاعلون المغاربة في بعض المطارات الأوروبية، من قبيل رفع انجلترا للرسوم الشيء الذي أضر بالناقلين المغاربة، زيادة على لجوء بعض المطارات إلى فرض مواقيت على الشركات المغربية ليست في صالحها، بل إن الطيارين المغاربة يحرم عليهم العمل في شركات النقل الجوي الأوروبية. تلك مظالم رفعت إلى مدير النقل الجوي باللجنة الأوروبية، دانييل كاييخا، الذي شارك في الندوة. ولاحظ المشاركون في الندوة، أن اتفاق السماء المفتوحة، ساهم في رفع عدد السياح الوافدين على المغرب بما يتوافق مع انتظارات رؤية «2010»، وهذا ماشدد عليه «مارك تيبو»، الرئيس المدير العام ل»أكور» بالمغرب، الذي اعتبر أن دخول الاتفاقية حيز التطبيق، ساعد على عدم ارتهان السياح للشركات التي تنظم الرحلات السياحية، وهوما يفضي إلى ارتفاع حجم الأموال التي يصرفونها عند حلولهم بالمغرب، غير أن ممثل الفيدرالية الوطنية للسياحة شدد على أن اتفاق السماء المفتوحة، وما كان له من تداعيات إيجابية على حركة الطيران، أفضى إلى تقليص مدة إقامة السياح بالمغرب من 2.9 يوما إلى 2.1 يوما. وتروم اتفاقية السماء المفتوحة الفتح التدريجي للأسواق وتجاوز العراقيل التي تضعها الاتفاقية الثنائية، وتقريب التشريعات المغربية والدولية، حيث يتضمن مجموعة من الأهداف ذات الصلة بتنظيم الأسواق، خاصة فيما يتعلق بالأمن وسلامة الرحلات وقواعد المنافسة والمساعدات التي تمنحها الدولة، كما يتوقع إنجاز استثمارات مشتركة بين شركات الطيران المغربية والأوروبية، ويتضمن الاتفاق مقتضيات لحماية البيئة، ويتيح تبسيط المساطير الإدارية. في ذات الوقت يفترض أن يستفيد المسافرون من وجهات لم تكن متاحة في السابق وتعريفات منخفضة بفعل المنافسة التي تذكيها الشركات ذات الأسعار المخفضة. وأتاحت هذه الاتفاقية، التي يعتبر المغرب أول بلد سعى إلى إبرامها مع الاتحاد الأوروبي، منذ 2004، دخول 22 شركة، 19 منها إلى الأجواء المغربية، وتأتى رفع عدد الرحلات انطلاقا من المغرب إلى 37 بلدا و66 مطارا أجنبيا، بحيث استفادت من هذا التطور جميع الشركات التقليدية منها والجديدة التي تعتمد أسعارا منخفضة، وهوما يؤشر عليه ارتفاع عدد الرحلات التي ستنقل عدد المسافرين من 5.5 ملايين مسافر في 2003 إلى 15 مليونا، في علاقة برفع عدد الخطوط الدولية، حيث يفترض أن تنضاف 103 خطوط جديدة بين 2006 و2010، مقابل 42 خطا في الفترة الفاصلة بين 2003 و2005.