«رقم معاملات "لارام" سجل انخفاضا ملحوظا خلال سنة 2009..» تأكيد جاء على لسان رئيس المدير العام للخطوط الملكية المغربية، فتقلص رقم معاملات «لارام» يرجعه ادريس بنهيمة إلى تأثيرات الأزمة العالمية التي عانى منها قطاع النقل الجوي دوليا، وإلى الأزمة الداخلية التي عاشتها الخطوط الملكية المغربية خلال السنة الأخيرة، ولو بدرجة أقل على حد قول بنهيمة، «بفعل الإضرابات المتكررة لربابنتنا». إذ يقول ادريس بنهيمة إن رقم معاملات «لارام» تراجع بأكثر من 500 مليون درهم مقارنة مع سنة 2008، بينما تقلص عدد الزبناء الذين يستقلون «لارام» بنسبة 4 في المائة. وبلغة الأرقام التي تسلح بها ادريس بنهيمة خلال لقاء نظمته المدرسة العليا للتدبير بالدار البيضاء مؤخرا، أوضح أن ارتفاع أسعار النفط وعدم استقرارها خلال منتصف سنة 2008، ساهم في الرفع من الأعباء التي تتحملها «لارام»، بينما في المقابل انخفضت أسعار تذاكر السفر بفضل اتساع مساحات العرض في سوق النقل الجوي، بفعل دخول العديد من شركات النقل إلى المغرب، وخاصة ذات الكلفة المنخفضة «لوكوست»، التي تشتغل بنظام «الشاطر». إذ يصل عدد شركات الطيران العاملة بالأجواء المغربية حاليا إلى 60 شركة مقابل 17 شركة فقط خلال نهاية القرن الماضي، وهي تستحوذ على حوالي 17 في المائة من حركية سوق النقل الجوي المغربي. وبثقة كبيرة.. وبلغة لا تقبل التشكيك في قوتها.. اختار المسؤول عن الخطوط الملكية المغربية أن يطرح مجموعة من البدائل التي يعتبرها قادرة على ضمان استمرارية «لارام» وقدرتها على التنافس قائلا: «إن حجم نشاط الشركة سيعرف استقرارا خلال سنة 2010، وسنحاول خفض العجز في رقم المعاملات المسجل خلال السنة الماضية إلى 50 في المائة ..». قبل أن يستمر في حديثه عن التدابير المستقلبية التي يسعى إلى تطبيقها «علينا أن نركز عملنا داخل لارام أولا وأخيرا على النقل الجوي»، في إشارة منه إلى إشراف الخطوط الملكية المغربية على مدرسة لتكوين ربابنة الطيران. ويشدد على أن لارام «يجب أن تتغير إن أرادت الاستمرار» في السوق الدولية، لأن أسعار التذاكر ستواصل انخفاضها وشركات النقل منخفضة الكلفة سيزداد عددها ارتفاعا، وعلى ضرورة تطوير النقل الجوي الداخلي، عبر «رام إكسبريس» كآلية جديدة منخفضة التكلفة. ويؤكد على أن الخطوط الملكية يجب أن تجعل من هذه الأزمة حافزا للإسراع في التحولات التي يجب أن تعرفها. وبعيدا عن الأرقام... وعلى خطى تجاوز الأزمة التي عاشتها «لارام» طيلة منتصف السنة الماضية، قلل ادريس بنهيمة من تأثيرات الأزمات الداخلية التي عاشتها الشركة التي يشرف على تدبيرها، وتجنب الخوض في المشاكل التي يشكو منها الربابنة، والتي كانت محور خمسة إضرابات شلت حركة طائرات «لارام» السنة الماضية، أو الحديث عن انسحاب «لارام» من الخطوط الجوية السينغالية.