فوجئ مواطنون مغاربة بإيطاليا بعدم استفادتهم من أي تسعيرة مخفضة أو جذابة على متن رحلات شركة الخطوط الملكية المغربية الرابطة بين إيطاليا والمغرب، وذلك رغم مرور شهر على توقيع شركة «لارام» على اتفاقية شراكة مع الوزارة المكلفة بالجالية، وتنص على تقديم الشركة ابتداء من هذا الصيف لعروض مشجعة للرحلات على متن طائراتها لحث مغاربة العالم على العودة بكثافة إلى وطنهم الأم، وتشجيع سياحتهم في اتجاه المغرب، خصوصا باستهداف شريحة الأطفال والشباب والأسر كثيرة العدد، عن طريق تقديم برنامج سياحي متكامل تضعه شركة الخطوط الملكية بمعية الفاعلين السياحيين. وأوضح مراسل «المساء» بميلانو أن مسؤولي وكالات «لارام» يردون على استفسارات الجالية الراغبة في العودة هذا الصيف عبر الطائرة بالقول إن الاتفاقية قائمة ولكن الأسعار المطبقة على الرحلات بين إيطاليا والمغرب لم تعرف أي تخفيض بل عرفت زيادة حسب مراسل «المساء»، بسبب ارتفاع الطلب وأهمية موسم العودة بالنسبة إلى «لارام» في تحقيق أكبر عائدات في الدول الأوربية التي توجد فيها جالية مغربية كبيرة. وحول مدى تطبيق مضامين الاتفاقية التي حملت صيغة عامة لا تستثني أي بلد من بلدان الاستقبال، فضلت إدارة «لارام» عدم الإدلاء بأي توضيحات ل«المساء»، وأحالتنا على الوزارة المكلفة بالجالية رغم أنها هي المسؤولة على تنفيذ بنود الاتفاقية في ما يخص تسعيرة الرحلات الجوية. الوزير المكلف بالجالية محمد عامر صرح ل «المساء» بأن التحفيزات التي طالت تسعيرة النقل عبر طائرات «لارام» شملت البلدان النائية كالولايات المتحدةالأمريكية وكندا، أو البلدان التي تعيش فيها الجالية المغربية ظروفا مادية صعبة كبعض الدول الإفريقية ومنها الجزائر، موضحا أن رحلة السفر من نيويورك إلى الدارالبيضاء انتقلت من 1200 إلى 1700 دولار إلى 900 دولار، إضافة إلى استفادة العائلات من خصم قدره 25 دولارا في ثمن التذكرة عن كل طفل، وأضاف الوزير أن «لارام» قدمت مزايا أخرى كالرفع من الحمولة بالنسبة للمسافات الطويلة من 35 إلى 46 كلغ. وأوضح الوزير أن التخفيض في التسعيرة لم يشمل الدول الأوربية اعتبارا لعامل القرب والعرض التنافسي التي تقدمه الشركة المغربية مقارنة بشركات الطيران الأخرى. وفي السياق نفسه، أصدرت شركة الخطوط الملكية المغربية، أول أمس، بلاغا صحافيا تشير فيه إلى أنها سجلت «إقبالا قويا على رحلاتها من طرف أفراد الجالية خلال هذا الصيف»، موضحة أن شهري ماي ويونيو 2009 عرفا زيادة نسبتها 13 في المائة في حركة الرحلات التي تم تنظيمها لنقل أفراد الجالية المغربية نحو المطارات المغربية، مقارنة مع الفترة نفسها من السنة الماضية، وخلال شهري يوليوز وغشت، تشير مستويات الحجز على رحلات «لارام» من لدن المهاجرين المغاربة إلى تقدم بمعدل 18 في المائة. وأضافت في البلاغ أنها وضعت تسعيرات جذابة جدا خاصة بالصيف، وعروضا للرحلات المباشرة، إضافة إلى توفير مساعدة أكثر قربا عبر تقوية طواقم الاستقبال، واعتبرت الشركة أن هذه الزيادة تفند التخوفات التي أثيرت حول كون أعداد المهاجرين المغاربة التي ستعود إلى المغرب خلال الصيف الحالي ستنخفض مقارنة بالسنة الماضية بفعل تأثير الأزمة الاقتصادية العالمية على مداخيل الجالية. ويشار إلى أن عددا مهما من أفراد الجالية في الدول الأوربية يفضلون الرحلات عبر الطائرات عندما يتعلق الأمر بالسفر ضمن أسر، بحكم أن التسعيرة تكون مخفضة بالنسبة إلى المجموعة، في حين تكون الأسعار مرتفعة بالنسبة إلى رحلات الأفراد.