وجه جيري جون راولينس، رئيس مؤتمر القمة الإفريقي للجماعات والحكومات المحلية، المنعقد بمراكش، صبيحة أمس الخميس، رسالة رسمية إلى مؤتمر التغيرات المناخية المنعقد بالعاصمة الدنماركية، كوبنهاغن..تتضمن مقترحات الدول الإفريقية المشاركة في قمة مراكش، وهي بمثابة تنبيه، أو "نقطة نظام" إفريقية إلى أشغال مؤتمر كوبنهاغن. وأوضح راولينس، الرئيس السابق لجمهورية غانا، في إعلان قمة مراكش حول التغيرات المناخية، أن الجماعات المحلية الإفريقية وجهت نداء من مراكش إلى كوبنهاغن، يثير انتباه الدول الأكثر تصنيعا للتعامل مع مشكل التغيرات المناخية، انطلاقا من المستوى المحلي، دون تغييب رأي الدول الإفريقية، ومن يدبرون الشأن العام المحلي في القارة. كما يشير إعلان مراكش حول التغيرات المناخية، إلى أن الجماعات المحلية الإفريقية يجب ألا تبقى صامتة تجاه التغيرات المناخية. واعتبر جان بيير إيلونغ مباسي، الكاتب العام لمنظمة المدن والحكومات المحلية المتحدة الإفريقية، في تصريح ل"المغربية"، أنه "من غير المنطقي أن يجتمع مسؤولو العالم لمناقشة موضوع التغيرات المناخية، في غياب الفاعلين المنتخبين في الجماعات المحلية، الذين يتولون تدبير المجال المناخي بشكل يومي، ومن غير المنطقي تغييب رأي القارة الإفريقية من طرف مجموعة الثمانية للدول الأكثر تصنيعا". وتواصلت، أمس الخميس، ورشات العمل في قمة مراكش، المهتمة بمظاهر الانعكاسات السلبية للأزمة المالية العالمية، لليوم الثاني على التوالي، بعدما عقدت ظهر أول أمس، الأربعاء، ست ورشات في الموضوع. وتميزت أشغال ورشات، صبيحة أمس الخميس، حول التدبير الجماعي، ومنح قروض المشاريع الصغرى، والتنظيم النقابي، والتسيير الجماعي، بالمقارنة، التي أجراها المشاركون في المؤتمر، بين التسيير الجماعي في المغرب مع باقي الدول الإفريقية، مشيرين إلى أن تجارب التسيير الجماعي بالمغرب تتميز عن باقي الدول الإفريقية، إذ يعتمد المغرب على تشريع جماعي متقدم، كما وصفه المتدخلون الأفارقة، لتمكين مجالس المدن المنتخبة من تحمل مسؤوليتها في صرف النفقات، وبالتمويل الذاتي لمشاريعها، عبر مواردها الخاصة داخل نفوذها الترابي. وأوضح مباسي أن تفرد التجربة المغربية في تسيير عمادات المدن والجماعات المحلية، هي التي منحته شرف احتضان أشغال مؤتمر القمة الإفريقي، لنقل الخبرة والتجربة المغربيتين في مجال التسيير الجماعي إلى الدول الإفريقية المشاركة، مشيرا إلى أن "المغرب قطع أشواطا مهمة في مجال اللامركزية، ما يعكس مدى التقدم الحضري الواضح الذي حققه". يشار إلى أن المؤتمرين متفائلون بإيجاد حلول محلية لأزمة التغيرات المناخية، كما هو الشأن بالنسبة للأزمة المالية العالمية، من خلال خلاصات قمة مراكش، التي عبرت القارة الإفريقية عن الالتزام بها، وترجمتها على أرض الواقع، في التسيير داخل الجماعات المحلية، معبرين عن أملهم في التعاون مع وزراء حكوماتهم، بشكل جيد، لأجرأة التوصيات والخروج من آثار الأزمة، على جميع المستويات.