رغم أنه لم تعد تفصل الجمهور الرياضي عن بطولة كأس العالم لكرة القدم المقبلة سوى أشهر قليلة، إلا أن الشركة الوطنية للإذاعة والتلفزة، لم تتوصل إلى حل مع شبكة "راديو وتلفزيون العرب" (آ إر تي)، لنقل أطوار هذا الموعد الرياضي، الذي يعد أكبر تظاهرة كروية عالمية.وعلمت "المغربية"، أن شبكة راديو وتلفزيون العرب، اقترحت مبلغ خمسة ملايين دولار لتمكين التلفزيون المغربي من نقل بعض مباريات نهائيات كأس العالم 2010 التي ستقام في جنوب إفريقيا، والتي حددت في مباراتي الافتتاح والنهاية، إلى جانب أربع مباريات بمختلف المراحل الإقصائية النهائية، باستثناء مباريات طور نصف النهائي. وأشار مصدر مطلع في شبكة "آ إر تي" التي اقترحت على "دار البريهي"، إلى ارتفاع قيمة المقابلة للحصول على رخصة البث إلى سبعة ملايين دولار، في حال تأهل المنتخب الوطني لكرة القدم إلى الأطوار النهائية للبطولة التي ستنظم شهر يونيو المقبل، أي بارتفاع قيمته مليوني دولار أميركي، وذلك للتمكن من تتبع مباريات المنتخب الوطني خلال هذه التظاهرة العالمية، إلى جانب باقي المباريات. وتشترط الشبكة السعودية على التلفزيون المغربي أن تنقل المباريات التي حصلت على حقوق بثها على البث الأرضي الأنالوجي، دون الاعتماد على البث الرقمي الأرضي (تي إن تي)، أو البث الفضائي. وكانت مفاوضات مكثفة بين مسؤولي الشركة الوطنية للإذاعة والتلفزة ومسؤولي شبكة راديو وتلفزيون العرب (Art)، لنقل مباريات كأس العالم لكرة القدم لعام 2010 المقرر إقامتها في جنوب إفريقيا، انطلقت منذ أزيد من سنة بعدما شرعت الشبكة العربية في عرض منتوجها على القنوات العربية والعالمية لاقتناء حقوق بث هذه التظاهرة الرياضية العالمية. وأخذ التفاوض وتيرة سريعة بعدما أمهلت شبكة "إيه آر تي"، صاحبة الحقوق الحصرية لنقل مباريات التظاهرة الكروية العالمية، التلفزيون المغربي موعدا زمنيا محددا للتوصل إلى الاتفاق النهائي، للحصول على حقوق البث. وتفوق الكلفة المالية التي اقترحتها شبكة "آ إر تي" على التلفزيون المغربي لبث النهائيات الكاملة للبطولة العالمية في بداية العرض إلى 15 مليون دولار، وهو المبلغ الذي اقترحته أيضا على الجارة الجزائر، فيما فاق المبلغ 20 مليون دولار على قناة "ليبيا الرياضية". ولم تتمكن القنوات التي ستحصل على حقوق بث المباريات من الاستفادة من مداخيل الإشهار خارج اللائحة التي تحدد شبكة "آ إر تي". تجدر الإشارة إلى أن الجمهور المغربي لم يتمكن من متابعة كأس العالم 2006 إلا بعد تدخل رفيع المستوى، بعدما تعذر على الشركة الوطنية للإذاعة والتلفزيون التوصل إلى اتفاق بشأن السعر الذي طلبته شبكة "راديو وتلفزيون العرب". من جهة أخرى اتفق التلفزيون المغربي مع "آ إر تي" على بث مباراتين كرويتين برسم كل دورة ضمن البطولة الوطنية في فسمها الأول، على مختلف القنوات التابعة لباقة المجموعة. وعلمت "المغربية" من مصدر مطلع في الشركة الوطنية للإذاعة والتلفزة، أن مبلغ ملياري سنتيم التي اقترحها التلفزيون السعودي لشراء مباريات الدوري المغربي، وذلك في أفق صياغة مشروع لتسويق مباريات البطولة الوطنية. وأشار المتحدث ذاته إلى أن العقد، الذي يربط الشركة الوطنية للإذاعة والتلفزة، والجامعة الملكية المغربية لكرة القدم، يرمي إلى تمكين هذه الأخيرة من الاستفادة من 22.5 مليار سنتيم، تتوزع على مدى ثلاث سنوات، انطلقت منذ سنة 2007، حيث حصلت الجامعة على مبلغ 7 ملايير سنتيم، وفي السنة الماضية على 7 ملايير ونصف مليار سنتيم، على أن تحصل في متم الدوري الحالي على مبلغ 8 ملايير سنتيم. وتستفيد الشركة الوطنية للإذاعة والتلفزة من هذه الاتفاقية على حقوق نقل وتسويق جميع مباريات البطولة الوطنية وكأس العرش، ومباريات المنتخبات الوطنية، بمختلف أصنافها. تجدر الإشارة إلى أن الشركة الوطنية للإذاعة والتلفزة، تراهن على المباريات الرياضية لتأهيل مداخيلها الإشهارية، خاصة بعدما وقعت عقود شراكة مع العديد من المستشهرين الخواص لشراء مختلف الأزمنة المخصصة للإشهار في المباريات الرياضية، فضلا عن منح قناة "الرياضية" التابعة لها، أحقية الاستفادة من مداخيل إشهارية مستقلة بها. من جهة أخرى تلقت إدارة الشركة الوطنية للإذاعة والتلفزة في الرباط عروضا من عدد من المؤسسات العالمية لاقتناء حقوق بث كبريات التظاهرات الرياضية العالمية، التي تبقى الألعاب الأولمبية المقرر إجراؤها سنة 2012 في العاصمة البريطانية لندن، واحدة من أبرز هذه التظاهرات.