شبكة راديو وتلفزيون العرب - الشركة الوطنية للإذاعة والتلفزة شراكة تقوم على دعم الكرة الوطنية ART لا تنفي ما عليها من ديون وتقترح صيغة جديدة للبث مقابل مليوني دولار أبدت شبكة راديو وتلفزيون العرب منتهى إستغرابها مما ذهبت إليه بعض القراءات الصحفية لهوامش الإختلاف الحاصل حاليا بين ذات الشبكة وبين الشركة الوطنية للإذاعة والتلفزة في موضوع النقل التلفزي، وأكد مصدر مطلع من داخل شبكة راديو وتلفزيون العرب أن الإختلاف حول مسائل تقنية وإجرائية لا يمكنه بأي حال من الأحوال أن يفسد العلاقة الطيبة القائمة بين الهيئتين والمؤسسة على الإحترام والتقدير وأيضا على الحرص الكامل لدعم الشراكة القائمة على المنفعة المتبادلة· وتلخيصا للوضع القائم الذي كنا قد أفضنا في العدد الماضي الحديث عن حقائق كثيرة فيه، فإن الجامعة الملكية المغربية لكرة القدم كانت قد ارتبطت في تفويتها لحقوق البث التلفزي سنة 2006 لشبكة راديو وتلفزيون العرب لخمس سنوات كاملة مقابل 27 مليون دولار، ثم باعت حقوق البث التلفزي للشركة الوطنية للإذاعة والتلفزة بمقابل مادي يصل إلى نصف ما اتفق عليه مع شبكة راديو وتلفزيون العرب، ولكن مع التنصيص على أن شبكة راديو وتلفزيون العرب تملك حق البث الحصري لمبارتين عن البطولة الوطنية، وتملك حق التسويق لحقوق البث التلفزي في شمال إفريقيا والشرق الأوسط· وسارت الأمور على هذا المنوال سنة كاملة، قبل أن تبرز في السنة الموالية صيغة من شبكة راديو وتلفزيون العرب، تقترح الدخول في شراكة مباشرة مع الشركة الوطنية للإذاعة والتلفزة، وتصبح هذه الأخيرة هي المخاطب المباشر من قبل الجامعة الملكية لكرة القدم· جرى التوقيع على هذه الشراكة يوم رابع أبريل من السنة الماضية بمباركة من الجامعة، وباتت الشركة الوطنية للإذاعة والتلفزة مسؤولة عن تحويل ما قيمته 7 ملايين دولار سنويا للجامعة عبر دفعتين، الأولى في شهر شتنبر والثانية في شهر فبراير، وللعلم فإن ما تلزم شبكة راديو وتلفزيون العرب بتحويله للشركة الوطنية للإذاعة والتلفزة هو 6 ملايين دولار، ولكن بعد الإلتزام بما كان ينص عليه عقد الشراكة، الذي يقول عنه مصدرنا داخل شبكة راديو وتلفزيون العرب، عمدنا إلى خيار الشراكة بهدف تسهيل التعامل أولا وبهدف تعميق التعاون بيننا ثانيا، وكنا بغاية الإدراك أن ما سينجح هذه الشراكة هو الوفاء بالإلتزامات وبالتعهدات· نص العقد على أن تتولى الشركة الوطنية للإذاعة والتلفزة الأمور الفنية المرتبطة بالبث التلفزي، وتواصل شبكة راديو وتلفزيون العرب البث الحصري لمبارتين عن كل دورة من دورات البطولة، كما تواصل حق التسويق، كما نص على أن تؤمن الشركة الوطنية لشبكة "إي آرتي" استوديوهين لبرنامجين تحليلين أسبوعيا بالرباط، وتؤمن أيضا إنجاز 16 روبورطاجا من 30 دقيقة لكل روبورطاج عن الأندية الوطنية، إضافة إلى تأمين استوديو تحليلي داخل الملعب لكل المباريات المنقولة حصريا، بالإضافة إلى إنجاز عشرة تقارير إخبارية كل شهر، تتولى الشركة الوطنية ما يتعلق فيها بالإنجاز والتصوير، على أن تتولى "إي آرتي" تقديمها· لاحظ المصدر أن كثيرا من هذه الإلتزامات لم يتم الوفاء بها لغاية الأسف، وأضيف إليها ما شكله بث المباريات على الجهاز الرقمي من مشاكل، إذ تأكد لشبكة راديو وتلفزيون العرب، أن شفرة الرقمي تحل بسهولة، ما مكن وجودها فضائيا من أن تتابع مباريات البطولة الوطنية خارج المغرب، والعقد المبرم يكفل هذا الحق بشكل قطعي لشبكة راديو وتلفزيون العرب· ويؤكد المصدر أن الشبكة راسلت الشركة الوطنية للإذاعة والتلفزة في مناسبات كثيرة مشيرة إلى كل هذه الإختلالات، وعقدت اجتماعات وقدمت تطمينات لتجاوزها، إلا أن الأمور بحسب الشبكة ظلت على حالها، من دون أن تشكك في حسن النوايا· وحرص مصدرنا على القول بأن شبكة راديو وتلفزيون العرب التي كانت مبادرة إلى تسويق المنتوج الكروي الوطني، وأسعدها أنها أسست لميلاد بيع حقوق النقل التلفزي للبطولة بالمغرب، لم تحقق ما كانت تسعى إليه من خلال التعاقد على البث التلفزي للبطولة الوطنية، إذ لم يتجاوز مجموع ما باعته من بطائق فك الشفرة 80 ألف بطاقة، وهو رقم ضعيف لا يشجع بالقطع على الإستمرار على ذات النهج، من دون أن يعني ذلك أن شبكة راديو وتلفزيون العرب تريد أن تنفض يديها من البطولة الوطنية· وقال مصدرنا أن شبكة راديو وتلفزيون العرب لا تنفي بتاتا أنها مدينة للشركة الوطنية للإذاعة والتلفزة بما قدره 11 مليون دولار عن الموسم الماضي والموسم الكروي الحالي، إلا أن هناك متأخرات كثيرة على الشركة الوطنية للإذاعة والتلفزة تتمثل في بثها لمباريات كأس إفريقيا للأمم وفي بثها لمباريات عصبة أبطال أوروبا ومباريات دوري ويمبلدون للتنس ومباراة ليبيا المغرب للاعبين المحليين بليبيا، وجزاءات عن مهام منصوص عليها في العقد لم يتم إنجازها· وقدر مصدرنا داخل شبكة "إي آرتي" هذه المتأخرات بحوالي 5 مليون دولار، في حين قدره مصدرنا داخل الشركة الوطنية للإذاعة والتلفزة بمليوني دولار فقط· واعتبر مصدرنا داخل شبكة "إي آرتي" أن ما بقي في ذمة الشبكة اتجاه الشركة الوطنية هو 6 ملايين دولار، وهي على استعداد لصرفها لها، إنما رأت من زاوية ما تراكم من اختلالات ذات طبيعة تقنية أن الحفاظ على مصالحها يقتضي تعديل صيغة التعامل، إذ تقترح شبكة راديو وتلفزيون العرب، أن تكتفي خلال السنتين المتبقيتين من العقد، أن تؤدي مبلغ مليوني دولار عن كل موسم كروي، وإزاء ذلك تكتفي بالنقل الحصري لمبارتين عن البطولة الوطنية أسبوعيا، واحدة يوم السبت والثانية يوم الأحد، وتفوت كامل حقوق التسويق للشركة الوطنية للإذاعة والتلفزة، بل إنها على استعداد لأن تعمل على مساعدة الشركة الوطنية على تسويق هذا المنتوج مقابل حصة يتفق عليها من عائدات هذا التسويق· ويرى مصدرنا داخل شبكة "إي آرتي" أن هذه الصيغة هي الأنسب للإبقاء على الشراكة التي لن يثوانى كل من السيد فيصل العرايشي المدير العام للشركة الوطنية للإذاعة والتلفزة والشيخ محي الدين صالح كامل العضو المنتدب رئيس القنوات الرياضية لشبكة راديو وتلفزيون العرب في تفويتها ودعمها وتكريس كافة الجهود لإنجاحها بمراعاة لمصالح الهيئتين معا· وأبدى مصدرنا داخل شبكة راديو وتلفزيون العرب إندهاشه لما يروج له داخل وسائل الإعلام، من أن الأخيرة احتجت على رداءة النقل وضعف التعليق، وقال بأن هذا محض افتراء، لأنه توجد في سجلات الشركة الوطنية للإذاعة والتلفزة مراسلة موجهة من شبكة "إي آرتي" تنوه بجودة النقل التلفزي وبما تسخره الشركة الوطنية من إمكانات تقنية في حدود الممكن، ليكون هذا البث في الصورة التي هو عليها الآن، وقال: >ملاحظتنا الوحيدة كانت على وضع مختصرات لأسماء الأندية في أعلى الشاشة باللغة الفرنسية، لقد رجوناهم أن يصغوها باللغة العربية لتصبح مفهومة لعموم المشاهدين في العالم العربي، وأظنهم سيبذلون جهدا لتيسير هذه العملية··<· ونفى ذات المصدر في سياق رده على ما يتم الترويج له، أن تكون شبكة راديو وتلفزيون العرب قد فاوضت سرا أندية مغربية بعينها للإنفراد ببث مبارياتها حصريا، مؤكدا أن الشبكة ملتزمة من حيث المبدأ بكل ما تعهدت به، والذي يقوم على مساعدة كرة القدم المغربية أولا وأخيرا· وقد علمت "المنتخب" أن المدير العام للشركة الوطنية للإذاعة والتلفزة السيد فيصل العرايشي تولى بنفسه دراسة الملف، ومن غير المستبعد أن يعقد خلال هذا الأسبوع جلسة عمل مع الشيخ محي الدين صالح كامل المدير التنفيذي للقنوات الرياضية لشبكة راديو وتلفزيون العرب، بهدف إبادة كل الإختلالات، واستبعاد كل عناصر الخلاف لترجمة الرغبة المشتركة للطرفين في الإبقاء على الشراكة وأيضا في إغنائها· وقدر إلتزامنا بكامل المهنية في التعامل مع هذا الملف الشائك، بهدف إبادة كل عناصر الخلاف الموجودة والمفترضة أو حتى المختلقة، وليس بوازع الجري وراء الإثارة الرخيصة لإشاعة الفتنة، فإننا بذات القدر نأمل أن يكرس الحوار أولا وأخيرا كمبدأ عام لعلاج قضية بهذه القوة، لطالما أن الأطراف كلها تسعى في المبتدأ والمنتهى إلى خدمة كرة القدم الوطنية، مؤملين أن يكون للجامعة الملكية لكرة القدم دور إيجابي في تنزيه مصلحة الأندية التي تمثل عائدات النقل التلفزي لكثير منها نصف ميزانياتها السنوية·