انتهى اللقاء الذي جمع مسؤولي الشركة الوطنية للإذاعة والتلفزة المغربية بأعضاء مديرية التسويق بقناة إي أر تي سبورت، دون نتائج ملموسة، حيث ظلت نقط الخلاف بين الطرفين المغربي والسعودي حاضرة خلال مختلف مراحل المفاوضات التي قادها عن الجانب المغربي المدير المالي والإداري للشركة والمدير التجاري لشبكة راديو وتلفزيون العرب عن الجانب الآخر، في غياب مسؤول عن جامعة كرة القدم التي تعتبر طرفا أساسيا في علاقة التلفزيون المغربي بالقناة العربية. ومن أبرز النقط التي تم الوقوف عندها طويلا، مجموعة من الملاحظات التي أبداها مصطفى جمعة المدير التجاري لراديو وتلفزيون العرب، خاصة المرتبطة بالتلفزيون الرقمي «تي إن تي»، الذي يتعارض مع شرط النقل الحصري لمباريات الدوري المغربي، لأنه يتيح الفرصة لغير المشتركين في باقة الشبكة من متابعة مباريات الدوري المغربي، كما أبدى مسؤولو القناة العربية قلقهم من التساهل مع بعض الفضائيات، واستدلوا بنقل لقطات من مبارات المولودية الوجدية والرجاء البيضاوي على قناة الجزيرة الرياضية، وديربي الدارالبيضاء في نشرات أخبار مجموعة من القنوات العربية، ناهيك عن اعتراض الشبكة على التعليق وشكل الاستديو التحليلي. واقترح جمعة إخضاع العقد المبرم بين الشركة الوطنية للإذاعة والتلفزة المغربية وإي أر تي إلى مجموعة من التعديلات، التي تتماشى مع المرحلة القادمة، خاصة على المستوى المالي، وقدم المدير التجاري عرضا ماليا رفض الإفصاح عنه ل«المساء» من أجل تعاقد جديد يكتفي من خلاله بنقل مبارتين فقط في نهاية كل أسبوع بشكل حصري، مما يمنح الفرصة للتلفزيون المغربي لبيع حقوق نقل بقية المباريات لفضائيات أخرى، على أن يتم تعيين المعلقين من طرف إي أر تي مع تقديم تعويض مالي لكل معلق وتحميل القناة العربية مصاريف إنجاز الاستوديو التحليلي وكل المصاريف التقنية المرتبطة بالمباراة. واتفق الطرفان على موعد لاجتماع آخر قبل منتصف شهر يونيو القادم، مع الوعد بتقديم دفعة مالية جديدة للشركة قبل متم الشهر الجاري، حسب مصدر مسؤول تابع أطوار المفاوضات التي أجريت أمس في الرباط. ودار نقاش مطول حول شراء حقوق النقل التلفزي لمباريات المنتخب الوطني في كل من الكاميرون والطوغو ثم الغابون، في إطار التصفيات المؤدية إلى نهائيات كأسي إفريقيا والعالم. وقد اضطر مسؤولو الشركة إلى التريث في مفاوضاتهم المحتشمة مع القسم التجاري لشبكة راديو وتلفزيون العرب صاحبة النقل الحصري لإقصائيات كأس العالم وإفريقيا، على مستوى شمال إفريقيا والشرق الأوسط، أمام المبلغ المالي المقترح والذي وصفه مسؤول مغربي بالتعجيزي. وقال مسؤول في التلفزيون المغربي ل«المساء» إنه بالرغم من الهزيمة القاسية أمام الغابون، إلا أن الجمهور المغربي يرغب في متابعة بقية المباريات، مادام حرمانه سيدفعه إلى الهروب نحو قنوات أجنبية، وأضاف أن صعوبة التفاوض تكمن في ارتفاع سعر بيع حقوق البث، والتي تصل إلى حدود 500 ألف دولار للمباراة الواحدة، وهو مبلغ لا يمكن لميزانية الشركة الوطنية للإذاعة والتلفزة المغربية أن تتحمله، إلا بتدخل جهات أخرى بإمكانها تغيير مجرى التفاوض الرسمي، واستبداله بمفاوضات ثنائية بين الشيخ صالح صاحب القناة العربية ومسؤولين من أعلى المستويات، خاصة أن الرئيس الجزائري عبد العزيز بوتفليقة قد ألح على شراء حقوق النقل التلفزي من إي أر تي صاحبة النقل الحصري، قبل بدأ التصفيات، وعلى نفس المنوال سارت كل من مصر والسودان. ويعتبر التلفزيون الجزائري أول تلفزيون في شمال إفريقيا والشرق الأوسط يحصل على حقوق نقل نهائيات كأس العالم، بعد مفاوضات دامت أقل من شهر.