طالبت الجامعة الملكية المغربية لكرة القدم من الإدارة العامة للشركة الوطنية للإذاعة والتلفزة المغربية تسديد الديون التي بذمتها، والتي تصل إلى 80 مليون درهم، من عائدات النقل التلفزي لمباريات الدوري الوطني للصفوة والمنتخب. وقال مصدر مسؤول في جامعة كرة القدم، إن مسؤولي التلفزيون المغربي قد وعدوا بتسديد الدين المستحق في الأسابيع القليلة القادمة، حتى تتمكن الجامعة بدورها من تسديد المنح الخاصة بأندية القسمين الأول والثاني والهواة، رغم أن المصدر ذاته لم ينف إمكانية إجراء تعديلات على الغلاف المالي للمنح، بعد أن كان كل فريق في الدرجة الأولى يستفيد من 200 مليون سنتيم موزعة على دفعتين، مقابل 60 مليون سنتيم لفرق الدرجة الثانية تقدم على دفعتين أيضا. ومن المقرر أن تراجع الجامعة معايير المنح التي تستفيد منها الفرق، في إطار دفتر تحملات يجعل من حقوق النقل التلفزي أحد الموارد المالية الهامة للأندية الوطنية. في ظل هذا الوضع تسعى الجامعة إلى البحث عن صيغة جديدة لترويج حقوق النقل التلفزي، بعد الاختلالات التي ميزت هذا الملف خلال السنوات الأخيرة، لاسيما على مستوى توفير السيولة المالية في مواعيدها والخلاف الحاصل بين الشركة وراديو وتلفزيون العرب حول شكليات التعاقد. ومن المنتظر أن يعقد في الأيام القادمة اجتماع بين مسؤولي التلفزيون المغربي والفضائية السعودية لإنهاء الجفاء الحاصل بين الطرفين، ولا يستبعد أن يحضر الاجتماع ممثل عن الجامعة رغم أن العقد مبرم بين الشركة وأرتي فقط. وقال مسؤول بقناة الشيخ صالح ل«المساء» إن أرتي قدمت مقترحات للشركة الوطنية للتلفزة المغربية، حول تجديد التعاقد بين الطرفين وفق مواصفات جديدة، تخول للقناة السعودية حق نقل مباراتين أسبوعيا، واحدة منها مباشرة والثانية مسجلة، مقابل مليوني دولار سنويا، على أن يبيع التلفزيون المغربي حقوق النقل التلفزي للمباريات الأخرى لمن شاء، وأضاف أنه بإمكان التلفزة المغربية صرف النظر عن أرتي إذا توصلت بعرض أفضل من قنوات أخرى، على أن يتم تعيين المعلقين من طرف إي أر تي مع تقديم تعويض مالي لكل معلق وتحميل القناة العربية مصاريف إنجاز الاستوديو التحليلي وكل المصاريف التقنية المرتبطة بالمباراة. ومن أبرز النقط التي ظلت موضع خلاف بين الطرفين، تقنية التلفزيون الرقمي «تي إن تي»، الذي يتعارض مع شرط النقل الحصري لمباريات الدوري المغربي، لأنه يتيح الفرصة لغير المشتركين في باقة الشبكة المتابعة مباريات الدوري المغربي، كما أبدى مسؤولو القناة العربية قلقهم من التساهل مع بعض الفضائيات، واستدلوا بنقل لقطات من الدوري المغربي على قنوات فضائية أخرى وصفها مصدرنا بالمنافسة. في انتظار التوصل إلى نتيجة ملموسة بين الطرفين، فإن النقل التلفزي للمباريات سيقتصر على قناة الرياضية التي ستنقل ست مباريات، ومباراة واحدة لكل من القناة الأولى والثانية، لاسيما وأن الاتصالات التي بدأت مع قناة نسمة المغاربية لنقل بعض مباريات الدوري المغربي لم تكلل بالنجاح. وأكد عضو جامعي بأن الجامعة بصدد إعداد استراتيجية جديدة لتسويق مباريات الدوري المغربي، من خلال مسطرة عروض الأثمان ضمانا للشفافية المطلوبة، وأضاف المصدر ذاته أن الدعم الملكي للجامعة البالغ 25 مليار سنتيم لن تستفيد منه الأندية. وتبلغ القيمة المالية للعقد الحالي بين الجامعة الملكية المغربية لكرة القدم والشركة الوطنية للإذاعة والتلفزة، المالكة والمسوقة لحقوق النقل التلفزيوني للمباريات، 22.5 مليار سنتيم، موزعة على ثلاث سنوات، مرت منها سنتان. وحصلت الجامعة في السنة الأولى من العقد، الذي وقع سنة 2007، على 7 ملايير سنتيم، وفي الثانية على 7.5 مليارات، على أن تحصل في السنة المقبلة على 8 ملايير سنتيم، مقابل حصول الشركة الوطنية للإذاعة والتلفزة على حقوق نقل وتسويق جميع مباريات البطولة الوطنية وكأس العرش، ومباريات المنتخبات الوطنية.