اتفقت معظم أندية الدرجة الأولى في المجموعة الوطنية للنخبة لكرة القدم، بعد عقدها للعديد من الاتصالات فيما بينها وفق إفادة مصدر مطلع، على موقف موحد يقضي بمقاطعة مباريات الجولة الختامية من الدوري الأول للصفوة المزمع إجراؤها نهاية الأسبوع الجاري، وذلك تعبيرا عن عدم رضاها عن الغموض القائم في ملف تسوية مستحقات أندية الصفوة من عائدات النقل التلفزي، وفق العقد المبرم بين الجامعة الملكية المغربية لكرة القدم والشركة الوطنية للإذاعة والتلفزة ومؤسسة راديو وتلفزيون العرب إي- أر- تي. وصعد هؤلاء تهديداتهم بمقاطعة الدورة القادمة استنادا إلى المصدر المطلع، بعد فشل المشرفين على كرة القدم الوطنية في الوفاء بوعود حل الأزمة القائمة واستخلاص حقوق الأندية من الشطر الثاني من مداخيل النقل التلفزي، رغم كل المساعي التي تم القيام بها للمطالبة بإيجاد حل استعجالي لاستدراك الموقف، بالنظر إلى الضائقة المالية التي تجتاح أندية الصفوة والتي أدت إلى توقفها عن تسديد مستحقات لاعبي فرقها وأطرها التقنية خاصة وأن الموسم الكروي يشرف على نهايته. ويبدو أن هناك نقاشا قائما بين الأندية المتضررة من تأخير صرف هذه العائدات يرمي إلى عقد اجتماع طارئ قبل نهاية الأسبوع الجاري لم تحدد بعد وجهة إقامته، وذلك للتباحث في شأن مستحقات الفرق والوقوف على حجم الأهمية التي توليها الجامعة الملكية المغربية لمعالجة الوضع، وحل الإشكال القائم بين كافة الشركاء لتدارك ما يمكن أن ينتج عن قرار التهديد بمقاطعة الدورة القادمة والذي سيتم الإقرار في شأنه بشكل نهائي خلال هذا الاجتماع. وهناك حديث يعد بإمكانية تدخل الجامعة الملكية المغربية لإيجاد حل يقضي بتسديد نصف مستحقات هذه العائدات إلى مسؤولي أندية الصفوة بقسميها الأول والثاني، في انتظار صرف الباقي حين توصل الجامعة بالمبلغ الإجمالي المتبقى بذمة الشركة الوطنية للإذاعة والتلفزة. وصرح محمد أوزال رئيس المجموعة الوطنية للنخبة ل«المساء» أنه يولي اهتماما كبيرا لهذا الملف بعدما حظي بمتابعته من طرف علي الفاسي الفهري رئيس الجامعة، مبرزا أن التزامات محمد عياد مدير الشركة الوطنية للإذاعة والتلفزة أجلت الاجتماع الذي كان متوقعا عقده الأسبوع المنصرم، إلى يوم بعد غد الجمعة على أبعد تقدير حيث سيحضره الفهري شخصيا وعياد لمناقشة الوضع والخروج بحل استعجالي لاستخلاص ما بذمة التلفزيون من ديون، ومعالجة الوضع قبل نهاية الموسم، مضيفا أن تسديد هذه المستحقات لن يتعدى الأسبوع القادم. وألح أوزال على ضرورة التباحث في الملف بصفة نهائية وبشكل شمولي يقضي بالتزام المؤسسات بشروط العقد حتى لا تتكرر مثل هذه الأحداث. ووجه عبد الله أبو القاسم، رئيس نادي حسنية أكادير، رسالة في الموضوع إلى رئيس المجموعة الوطنية للنخبة يدعو فيها إلى رد الاعتبار لأندية الصفوة، وحماية مصالحها من البطش الذي تتعرض له جراء الاستخفاف بقضايا مهمة على غرار ما حصل في ملف مستحقات الأندية من عائدات النقل التلفزي والذي ما زال الحديث في شأنه غامضا. وجدد أبو القاسم دعوته إلى مقاطعة الدورة القادمة إلى حين الحسم في الموضوع. وعبر عبد المالك أبرون، رئيس نادي المغرب التطواني، عن خيبة أمله في ما يحصل من ارتباك في تدبير ملف مستحقات الأندية من عائدات النقل التلفزي، مبرزا أن أندية الصفوة تطالب بإلحاح بتسوية هذه الأوضاع حتى لا تزداد تفاقما، ودعا أبرون الجامعة والمجموعة الوطنية إلى تحمل مسؤوليتهما بإيجاد مخرج يمكن الأندية من الحصول على مستحقاتها قبل نهاية الأسبوع وإلا ستكون الفرق مرغمة على مقاطعة الدورة القادمة. وناشد خالد بنوحود رئيس المغرب الفاسي مسؤولي الجامعة والمجموعة الوطنية بالتدخل العاجل لتمكين الأندية من الحصول على ما تبقى من مستحقات عائدات النقل التلفزي، بيد أن الفرق بحاجة ماسة إلى موارد مالية تخفف من الضائقة المالية التي تؤثر على سيرها العام. وأكد بنوحود أن ناديه يوجد في وضعية صعبة وأنه بحاجة لهذه المستحقات لتسوية الأوضاع المادية للاعبيه قبل نهاية الموسم. ويذكر أن مستحقات الشطر الثاني من عائدات النقل التلفزي تقف في حدود 100 مليون سنتيم بالنسبة لأندية الدرجة الأولى للمجموعة الوطنية للنخبة، و30 مليون سنتيم في ما يخص فرق القسم الثاني.