أوقفت هزيمة المنتخب المغربي لكرة القدم المفاوضات بين الشركة الوطنية للإذاعة والتلفزة المغربية وشبكة راديو وتلفزيون العرب، في شأن شراء حقوق النقل التلفزي لمباريات المنتخب الوطني في كل من الكاميرون والطوغو ثم الغابون، في إطار التصفيات المؤدية إلى نهائيات كأسي إفريقيا والعالم. واضطر مسؤولو الشركة إلى التريث في مفاوضات محتشمة مع القسم التجاري لشبكة راديو وتلفزيون العرب صاحبة النقل الحصري لإقصائيات كأس العالم وإفريقيا، على مستوى شمال إفريقيا والشرق الأوسط، بعد الهزيمة القاسية أمام الغابون مساء السبت الماضي والتي جعلت الانخراط في شراء الحقوق مغامرة، سيما في ظل حالة الاستياء التي تخيم على المشهد الكروي، وعدم وجود رغبة لدى المشاهد المغربي لمتابعة ما تبقى من مشوار. وقال مسؤول في التلفزيون المغربي ل«المساء» إنه بالرغم من الهزيمة القاسية أمام الغابون، إلا أن الجمهور المغربي يرغب في متابعة بقية المباريات، مادام حرمانه سيدفعه إلى الهروب نحو قنوات أجنبية، وأضاف أن صعوبة التفاوض تكمن في ارتفاع سعر بيع حقوق البت، والتي تصل إلى حدود 500 ألف دولار للمباراة الواحدة، وهو مبلغ لا يمكن لميزانية الشركة الوطنية للإذاعة والتلفزة المغربية أن تتحمله، إلا بتدخل جهات أخرى بإمكانها تغيير مجرى التفاوض الرسمي، واستبداله بمفاوضات ثنائية بين الشيخ صالح صاحب القناة العربية ومسؤولين من أعلى المستويات، خاصة وأن الرئيس الجزائري عبد العزيز بوتفليقة قد ألح على شراء حقوق النقل التلفزي من إي أر تي صاحبة النقل الحصري، قبل بدأ التصفيات، وعلى نفس المنوال سارت كل من مصر والسودان. ويعول المغاربة على تدخل المغربي إدريس عكي نائب رئيس شركة «سبور فايف»، التي باعت حقوق مجموعة من المباريات للإي أر تي، وعلى العلاقات التي تربط المسؤولين المغاربة بنظرائهم السعوديين. وقال مصدر مقرب من الشبكة، إنه في حالة التوصل إلى اتفاق، فإن النقل التلفزي لمباريات المنتخب الوطني في كل من ياوندي ولومي أو ليبروفيل، سيكون على أرضيا وليس فضائيا، على غرار الجزائر ومصر والسودان. وكان التلفزيون الغابوني قد منع من تصوير لقطات من مباراة المغرب ضد الغابون السبت الماضي على غرار فضائيات أخرى عربية أخرى، فيما سمح فقط للأولى ودوزيم والرياضية بتصوير المباراة التي عرفت عودة الزميل سعيد زدوق إلى كرسي التعليق، فضلا عن استوديو تحليلي أشرف عليه الزميل حسن الحريري رفقة المحلل الرياضي للقناة الأولى الإطار الوطني فؤاد الصحابي، مما ترك انطباعا جيدا في نفوس المشاهد المغربي، قبل أن يفسد أداء المنتخب المغربي الأمسية.