فاجأت «الجزيرة الرياضية» ،المالكة الحصرية لبث تظاهرة كأس العالم على مستوى المنطقة العربية، مسؤولي الشركة الوطنية للإذاعة والتلفزة، بالمبلغ المالي جد الضخم مقابل السماح لها بنقل التظاهرة هرتيزيا (أرضيا)، وليس فضائيا، على القنوات التلفزيونية المغربية، حيث اشترطت الشبكة التلفزيوينة الرياضية القطرية، في إطار تفاوضهما حول إمكانية بث هذه المنافسة الكروية العالمية، 15 مليون دولار أمريكي لنقل 22 مباراة فقط من مجموع مباريات التظاهرة الخمسة والستين، الأمر الذي اعتبره مسؤولو الشركة شرطا تعجيريا لا يفتح أية آفاق للتفاوض الجدي مستقبلا، خصوصا وأن المباريات الاثنتي والعشرين المذكورة ستكون من اقتراح «الجزيرة الرياضية» وليس من اختيار الشركة الوطنية للإذاعة والتلفزة، وجدولها سيكون خلوا من لقاءات تثير اهتمام الشارع الرياضي المغربي من قبيل لقاءات منتخبات البرازيل والأرجنتين وألمانيا وانجلترا .. بالرغم من تضمن الجدول مباريات الافتتاح، والنصف والنهاية .. ويبدو أن طبيعة هذا الاختيار تمليه رغبة «الجزيرة الرياضية» في المحافظة على نسبة المشاهدة الجماهيرية لقنواتها بالنظر لأن المباريات موضوع احتكار القناة القطرية الرياضية ستجلب أنظار المشاهدين العرب من المحيط إلى الخليح، وبالتالي المعلنين، ناهيك أن منتخباتها تحظي بشعبية كبيرة على صعيد العالم العربي .. ويعول مسؤول بخلية التفاوض بالشركة الوطنية للإذاعة والتلفزة على مفاوضات الأيام القليلة المقبلة، معتبرا أنها ستكون حاسمة في بث أو عدم مباريات كأس العالم على التلفزيون المغربي، مطالبا بمرونة في موقف مسؤولي «الجزيرة الرياضية»، علما بأن الشركة الوطنية للإذاعة والتلفزة قد سبق لها أن باشرت مفاوضات متقطعة مع شبكة راديو وتلفزيون العرب «الإ آر تي» منذ سنتين خلت، عندما كانت تملك الحقوق الحصرية للتظاهرة الكروية العالمية قبل أن تبيعها إلى الشبكة التلفزيونية القطرية، ولم تصل مطالب «الإ آر تي» إلى حد مطالب «الجزيرة»، كاشفا أن الشركة لن تلجأ، في أي حال من الأحوال، إلى شراء حقوق نقل ملخصات المباريات، لأن ذلك لن يجدي نفعا، باعتبار أن صور اللقاءات ستكون قد استهلكت بطريقة مباشرة عبر العديد القنوات التلفزيونية الدولية التي سيتمكن المشاهدون المغاربة من التقاطها سواء عبر «الجزيرة الرياضية» التي غيرت نظام تشفيرها التلفزيوني السابق الذي تم اختراقه أو غيرها.. بطريقة شرعية أو غير ذلك، من خلال مجموعة من الأقمار الصناعية، تغطي سماء المغرب (أسترا، هوت بيردو تور، أطلانتيك بيرد..) حيث باقات تلفزيونية تم ، ويتم تفيكك شفراتها بشكل مسترسل من قبل هاركرز دوليين يطلقون الفلاشات تكسير التشفير عبر عدة مواقع بالشبكة العنكبوتية أو يكشفون عن أرقام الرموز بها، والتي يكفي إدخالها في أجهزة الاستقبال التلفزيوني الفضائي بكل يسر وبساطة لتنجلي الصورة.