أبرز في ندوة علمية عقدت امس الخميس بجامعة مونديابوليس الدارالبيضاء أن هذه الأزمة هي نابعة من داخل المجتمعات العربية والاسلامية ذاتها مما يستدعي في نظره العودة الى الفهم الصحيح للمبادئ الاسلامية والوضوح فيما يخص الاهداف السياسية. ولرفع التحديات المعاصرة يرى طارق رمضان أن السبيل الى تحقيق ذلك يقتضي من الدول العربية القيام بسلسلة من الاصلاحات من أجل تعزيز وتمتين العلاقات القائمة فيما بينها حتى تتمكن من الانخراط بفعالية في المسار التنموي الذي ينشده العالم. وفي هذا السياق شدد على ضرورة فهم المواطن العربي الاسلامي لمسؤولية تجديد الفهم الاسلامي مع العمل على مواجهة مختلف مظاهر الفساد السياسي، وذلك فضلا عن احلال مبادئ التربية السليمة في صفوف النشء من خلال التشبث بالهوية الاسلامية السمحاء والمواطنة الحقة والتاريخ والتنوع اللغوي والثقافي. ومن جهته استعرض الكاتب الصحفي آلان غريش سلسلة من التصرفات والممارسات التي تقف في وجه الانفتاح والتطور الديمقراطي، مبرزا انه لا يمكن الحديث عن الدين في معزل عن باقي المجالات ذات البعد السوسيو اقتصادي والسياسي والثقافي. وأشار إلى أن من حق أي كان تأدية شعائره الدينية بعيد عن لغة التعصب في جو يسوده الامن والامان، وذلك في مجتمع يتسم بالعدل والمساواة مما يشكل سدا منيعا لمختلف العوامل التي قد تساعد على التطرف. وقد شكل هذه اللقاء، المنظم من طرف معهد العلوم السياسية، والقانونية والاجتماعية التابع لجامعة مونديابوليس الدارالبيضاء حول موضوع "شباب من هنا وهناك: تماسك اجتماعي أزمة هوية وتطلعات"، فرصة سانحة لمد جسور التواصل بين الطلبة والمفكرين والباحثين حول جملة من القضايا تهم بالاساس التحديات والمسؤوليات والرهانات التي يواجها العالم العربي الاسلامي واثرها على آفاقه المستقبلية.