طالب علماء الإسلام ومفكروه المشاركون في ندوة الإعجاز الاقتصادي في القرآن الكريم، والتي نظمتها أخيرا رابطة الجامعات الإسلامية بالقاهرة، بالالتزام بالضوابط الإسلامية في قضايا المجتمع المختلفة، سيما الاقتصاد والتعاملات اليومية لأنها تحول دون الفساد والإفساد. وأكدوا على ضرورة الاعتماد في التشريعات الاقتصادية الإسلامية على القرآن الكريم والسنة المشرفة، لأن في هذا الضمان لبناء مجتمع يحقق القوة الإيمانية والمادية معا. ودعوا علماء المسلمين المتخصصين في الاقتصاد لتضافر جهودهم لاستخراج مختلف القضايا الاقتصادية وضوابطها من القرآن الكريم والسنة الشريفة وتطبيقاتها، مؤكدين أهمية التنسيق بين الجامعات الإسلامية لتدريس مادة الاقتصاد الإسلامي وعمل متطلب جامعي يدرس في جميع الجامعات الإسلامية. وطالبوا بإنشاء كلية مستقلة للاقتصاد الإسلامي على مستوى جامعة الأزهر وجامعات العالم الإسلامي، وكذلك إنشاء مجلس عالمي للاقتصاد الإسلامي لإبراز مقوماته، وإبراز التعاملات الاقتصادية، والرد على الهجمات الشرسة من أعداء الأمة الإسلامية، وكذلك الإشراف على الفتاوى الاقتصادية، وتخصيص سلسلة من الندوات لإبراز مقومات الإعجاز الاقتصادي في القرآن الكريم. كما طالبوا بعقد ندوات ومؤتمرات لإبراز جوانب الإعجاز الاجتماعي والسياسي والإنساني في الإسلام، وضرورة وضع ميثاق أخلاقي إسلامي للعاملين في المجال الاقتصادي على مختلف مستوياتهم للعمل في ضوئه اعتمادا على ما جاء في القرآن الكريم والسنة المطهرة. وأكد المفكر الإسلامي الدكتور أحمد عمر هاشم رئيس جامعة الأزهر ونائب رئيس رابطة الجامعات الإسلامية أن الندوة تعتبر من أهم الندوات، والمؤتمرات، حيث تضم صفوة من خيرة علماء المسلمين والمتخصصين والباحثين لمناقشة موضوع مهم هو الإعجاز الاقتصادي في القرآن الكريم. وتساءل الدكتور أحمد عمر هاشم: كيف نواجه هذه القوى المعادية، ونحن أقل مالا، وتكنولوجيا، ونعيش تحديا حضاريا؟.. وقال: لابد أن نلتفت إلى بناء قوتنا لنواجه هذه التحديات، فلا مكان للضعيف، ويمكن ذلك إن احتكمنا في حياتنا إلى الإسلام، لان الإسلام يقول إن الضعيف أمير الموكب، والمؤسف أننا في عالم لا يقتنع بهذا، ولا يسير على هذه المبادئ الراقية التي نزل بها الوحي، فليس أمامنا لمواجهة هذه القوة إلا القوة التي توقفها عند حدها، وليس لهذه القوة أن تقوم وتنشأ إلا على أساس اقتصادي، فنحن في أمس الحاجة لهذه القوة. وشدد على أن أساس مكانة الأمة العربية والإسلامية، واحترام الأمة الإسلامية، والاستماع إلى رأيها لن يكون إلا بقوة عربية إسلامية، ويمكن بناء هذه القوة عن طريق الاقتصاد الإسلامي. وأكد الدكتور محمد رأفت عثمان العميد السابق لكلية الشريعة والقانون بجامعة الأزهر أن القرآن الكريم فيه التشريع الاقتصادي المعجز، وانه أدلى بتشريعات اقتصادية معجزة، ولا نقول هذا تعصبا لديننا، وإنما نقوله بمنطق العقل والواقع.