أكد الشيخ أمين الكردي، منسق ملتقى دعاة الإسلام، في حوار مع صحيفة اللواء اللبنانية أول أمس، أن فكرة تنظيم ملتقى لدعاة الإسلام «ليست جديدة في العالم الإسلامي وفي ميادين الدعوة إلى الله تعالى عامة، إلا أن بيروت اليوم، وبأنظار مفتي الجمهورية اللبنانية، تنشط في إقامة مثل هذا العمل تأكيداً لوجهها الإيماني والفكري، ورفضاً لكل معاني الفساد والإفساد التي يريد البعض أن يصور هذا البلد عليها». وأضاف منسق الملتقى، أن هذا الأخير يهدف أيضا إلى «إبراز الفكر الإسلامي الرائد، والخطاب الإيماني الحازم المواكب لحركة الإنسان المعاصر ليرفعه من وحول المادية المطبقة، وإبراز الألفة بين مجموعة من أهل الكلمة الحق انتفع منهم الناس عبر وسائل الإيصال المختلفة». واعتبر الدكتور محمد سعيد رمضان البوطي، في مشاركته خلال الملتقى بعنوان «لماذا تفوق الغرب وتخلف العرب في هذا العصر»، الذي نظمته دار الفتوى اللبنانية، إن محاضرته «ليست لبث اليأس في قلوب المسلمين، ولكن للبحث عن الذات بعد كثرة الابتلاءات، ولإيجاد الدواء للأمراض الكثيرة التي أصابت الأمة الإسلامية، وخصوصا بعد تفوق الحضارة الغربية». وأضاف البوطي، في تقرير أوردته الصحيفة ذاتها، أن: «هناك سنة ربانية إذا انتهجها المسلم في حياته من خلال نظرته إلى الكون وحاول جاهدا الاستعانة بعقله وبكل ما أعطاه الله من إمكانات وسخرها علما وحضارة وفكرا، فإن الله تعالى سيفتح له السبيل إلى التفوق والتقدم، وأعطاه نتائج جهده الذي بذله لتحقيق هذه الغاية المنشودة، ولو سرنا على هذا النهج لبنينا حضارة شامخة». وتساءل الدكتور البوطي عن الجهود التي بذلها العرب للحفاظ على الحضارة الراقية والشامخة التي ورثوها من سلفهم الصالح. وبعد أن عرض تأثير العلمانية والحداثة على مجتمعاتنا العربية والإسلامية، دعا البوطي الناس جميعا إلى التمسك بدينهم وعدم الجنوح إلى التكاسل، بل «لا بد من السعي وراء الداء لكشفه وإيجاد الدواء المناسب والفعال»، مسجلا تفاؤله بتعهد الله تعالى بحفظ الدين «وسوف يمتد إلى أن يصل إلى كل شبر على وجه هذه الأرض». وشدد الدكتور طارق سويدان، في عرضه بعنوان من يصنع مجد وعز الأمة، على «ضرورة تربية الأبناء والجيل على مثل هذه القيم الراقية التي قدمها لنا القرآن الكريم نموذجا مباركا يحتذى به». وقدم الدكتور سويدان ما أسماه (رباعيات مجد الوطن) وهي تتكون من الإيمان والأخلاق أولا، ثم العلم والعمل على منهج صحيح، ثم القوة الذاتية وعدم التبعية للغير، وأخيرا الاقتصاد والثروة والمال. وفي اليوم الثاني من فعاليات ملتقى دعاة الإسلام، أكد الدكتور زغلول النجار في محاضرته عن الإعجاز العلمي في السنة النبوية الشريفة، أن البحث في هذا المجال لا بد أن يكون في إطار ومن منطلق الإيمان بخالق هو الذي أبدع هذا الخلق، عارضا لعدد من الأحاديث النبوية الشريفة التي تحمل في معانيها إعجازا علميا وفسرها وبيّن أوجه الإعجاز العلمي فيها. ولفت الدكتور محمد العوضي النظر في محاضرته عن تلفزيون الواقع وإنسانيتنا المشتركة إلى أن «الإعلام يلعب دورا كبيرا في تشويه صورتنا وغزو أفكار ومعتقدات شبابنا الذي أضحى ينظر إلى كل ما يقدم وكأنه من المسلمات البديهية أو الأمور الإسلامية ونشأ على ذلك». وعلى هامش فعاليات ملتقى دعاة الإسلام، أقامت اللجنة المنظمة نشاطات علمية للعلماء والدعاة المشاركين في الملتقى تمثلت بجلستين حواريتين مع عدد من الشخصيات الدينية والاجتماعية والإعلامية، وحشد من العاملين في الحقل الإسلامي، وتميزت هذه النشاطات بفكر إسلامي صحيح، ونوقشت فيها أهمية الحوار في عصرنا الحالي. وقد حذر المشاركون في ختام الملتقى من خطورة الغزو الإعلامي على الأخلاق. كما أكدوا على أن الإسلام دين السلام والحوار لا دين الإرهاب والقتل كما يحاول البعض تصويره. ع.لخلافة