زكى المئات من الشباب المشاركين في المؤتمر التأسيسي لحزب الديمقراطيين الجدد، أول أمس السبت، في بوزنيقة، بالإجماع محمد ضريف، مؤسس الحزب، أول رئيس له، بعد أن قدمته اللجنة التحضيرية للمؤتمر مرشحا وحيدا. (أيس بريس) وأعلن محمد ضريف، رئيس الحزب، أن الديمقراطيين الجدد حزب لأبناء الشعب، وليس نخبويا كما يظن البعض، مؤكدا أن الحزب ربح الرهان، من خلال عقده لمؤتمره التأسيسي تحت شعار "قليل من الإيديولوجيا، وكثير من الفعالية والنجاعة"، بهذا الشكل الناجح، بعد مخاض دام حوالي 7 أشهر. وكشف ضريف أن بنية الحزب تتشكل من 93 في المائة لا تتجاوز أعمارهم 45 سنة، ما يعني أنه يراهن على الشباب، وأضاف "يوجد مئات من المهندسين والأطباء والصيادلة والمحامين وأصحاب المقاولات الصغرى والمتوسطة، لذا نعتبر أن أول نجاح للحزب إخراجه لمجموعة من الأطر والكفاءات والفعاليات من صمتها، لتقرر الالتحاق بالعمل الحزبي". وشدد ضريف، في كلمة له، خلال الجلسة الافتتاحية، التي حضرها ممثلون عن أحزاب سياسية وهيئات ديبلوماسية، أن الحزب يعتمد منهجية في العمل تتأسس على المقاربة التشاركية، معلنا أن حزبه، أول حزب يؤسس في ظل دستور 2011، ومن بين أهدافه تكريس ممارسة حزبية سليمة. وأكد ضريف مشاركة الحزب في الانتخابات المقبلة، دون أوهام في حصد نتائج كبيرة، مبرزا "آنذاك سنقرر موقعنا هل سنكون مشاركين في الأغلبية، أم داعمين لها، حتى لو لم نشارك فيها، أم سنكون في المعارضة". وأضاف قائلا "ستكون الانتخابات فرصة لتعليم منخرطي الحزب قواعد اللعبة في ما يتعلق بتدبير الشأن الانتخابي، قد نحقق المفاجأة، وقد لا نحققها، لكننا عازمون على خوض التجربة، وندرك حجم إمكانياتنا، لأننا حزب يعتمد على قدراته الذاتية، ويلزمنا بعض الوقت، وما هو أساسي بالنسبة لنا، دفع جزء من الرأي العام إلى تغيير نظرته إلى الشأن الحزبي". وذكر ضريف، في ندوة صحفية، تلت الجلسة الافتتاحية، أن الحزب بعد استكمال هياكله يعتبر نفسه في المعارضة، لأنه يرفض الطريقة التي يدبر بها الشأن العام في المغرب. وبخصوص موقف الأحزاب من ميلاد الديمقراطيين الجدد، رد ضريف قائلا "هناك أحزاب عبرت عن موقف محايد ومشجع ومساند لهذه التجربة، ولم تبد أي اعتراض، الأمر الذي تترجمه تمثيلية الأحزاب السياسية التي كانت حاضرة خلال المؤتمر، بحيث حضر حزب العدالة والتنمية، الذي نعتبر موقفه موقفا داعما ومساندا، كما حضر حزب التقدم والاشتراكية، والاتحاد الدستوري، والحركة الشعبية، وجبهة القوى الديمقراطية، لكن لا أدري بما أفسر غياب الأحزاب الأخرى، هل هو موقف مناهض، لكنني أتفهم بعض الأحكام المسبقة التي تصدر من قبل البعض". وبخصوص التحالفات الممكنة، أعلن ضريف أن رؤية الحزب واضحة، وليس لديه خط أحمر، ويمكن أن يتحالف مع جميع الأحزاب، بما في ذلك حزب العدالة والتنمية، إذا ما حصل الديمقراطيون الجدد على نتائج في الاستحقاقات تمكنه بالفعل من التحالف مع هذا الحزب. وأفاد رئيس الحزب أنهم معنيون بإقناع المغاربة بالانخراط الحزبي، باعتبار أن واحد في المائة فقط من المغاربة منخرطون في العمل الحزبي. وذكر أن 85 في المائة من المنخرطين، لم يسبق لهم أن كانوا في أحزاب أخرى، بل هم جديدون على الممارسة الحزبية، مشيرا إلى التحاق منخرطين ومناضلين من أحزاب أخرى لم يجدوا أنفسهم فيها، نافيا أن تكون من بينهم قيادات معروفة على الصعيد الوطني. وتحدث ضريف عن الصعوبات التي واجهها الحزب خلال بداية تأسيسه، وقال "قوبلنا بنوع من المواقف العدمية، حيث كان الكثيرون يشككون في هذا الحزب. لكننا عقدنا العزم على رفع هذا التحدي، دفاعا عن مصالح بلدنا، وتحمل مسؤوليتنا، من أجل إعادة الأمل لكثير من الشباب في إمكانية تكريس ممارسة حزبية سليمة". وبعد انتخاب رئيس الحزب سينكب المؤتمرون على المصادقة على مشروع النظام الأساسي وكذا البرنامج السياسي، إضافة إلى المصادقة على لائحة أعضاء المجلس الوطني. كما سيعمل الحزب على الانخراط في ورشين أساسيين بعد المؤتمر التأسيسي، الأول يتعلق ببناء المنظمات الموازية، أي القطاع النسائي وقطاع الشباب، أما الثاني يتعلق بهيكلة الحزب جهويا وإقليميا ومحليا.