أكد رئيس جمعية آباء وأصدقاء أطفال الجسر عبد الله لعوينة، اليوم الأربعاء بالرباط، على ضرورة تعزيز الاعتراف بحقوق الأشخاص التوحديين على المستويات السياسية والاجتماعية والاقتصادية. وقال لعوينة، في تصريح لوكالة المغرب العربي للأنباء بمناسبة ندوة نظمتها الجمعية حول موضوع "نظرة المجتمع للتوحد"، إن "الجمعية تعمل من أجل تمكين الأشخاص التوحديين من الاستفادة من تكوين أكثر تطورا وملاءمة، ليندمجوا في المجتمع ويصبحوا أشخاصا فاعلين فيه". من جانبه، أشاد الأمين العام للمجلس الوطني لحقوق الإنسان السيد محمد الصبار بالجهود التي تبذلها الأسر للتكفل بالأشخاص التوحديين، مبرزا في هذا الإطار أن أغلبية هؤلاء الأشخاص يتابعون دراستهم بمراكز تديرها جمعيات الآباء. وأضاف الصبار أن الأشخاص التوحديين يشكلون فئة اجتماعية هشة ومعرضة بالتالي لانتهاكات حقوق الإنسان، مشددا على ضرورة التفكير في بلورة مقاربة إدماجية تراعي احترام حقوقهم. وتتوفر جمعية آباء وأصدقاء أطفال الجسر على مركزين للتكفل بالأشخاص التوحديين بكل من سلاالجديدةوتمارة، يحملان اسم "الجسر" تم إنشاؤهما بفضل مساعدة ودعم مؤسسة محمد الخامس للتضامن والمبادرة الوطنية للتنمية البشرية. واعتبرت سعيدة المتوكل، عضوة في الجمعية، في تصريح مماثل، أن مركز تمارة، الذي دشنه صاحب الجلالة الملك محمد السادس، ويهدف إلى الاستجابة لاحتياجات الأشخاص التوحديين وفق مقاربة منهجية للتكفل والتأطير والإدماج، يعد فضاء ومتنفسا بالنسبة لهؤلاء الأشخاص وآبائهم، مبرزة أنه يساهم من خلال مختلف الأنشطة في إدماجهم وفتح آفاق المستقبل الواعد أمامهم. وتأسست جمعية آباء وأصدقاء أطفال الجسر في 11 يناير 1994 بمبادرة من عدد من الآباء في إطار بحثهم عن سبل للتخفيف من آلام أطفالهم المصابين بالتوحد. وفي سنة 1995 بادرت مجموعة من الأسر بفتح مركز مخصص للأشخاص التوحديين، لتنخرط بذلك الجمعية في أول تجربة لمساعدة الآباء والتكفل بالأشخاص الذين يعانون من هذا المرض. وقد ساهم الانخراط والتعبئة القوية للأسر في تحقيق مكاسب هامة لفائدة الأشخاص التوحديين. ويوفر مركزا الجمعية بكل من سلاالجديدة (المفتوح في وجه الأطفال من 5 إلى 15 سنوات) وتمارة (للشباب)، أنشطة تربوية وعلاجية وتكوينية وترفيهية لفائدة الأشخاص التوحديين. يشار إلى أن العالم يحتفل في 2 أبريل من كل سنة باليوم العالمي للتحسيس بالتوحد، الذي أعلنته الأممالمتحدة في 2008، وذلك بهدف مكافحة جميع أشكال الجهل والإقصاء والتمييز ضد الأشخاص المصابين بالتوحد. ويشكل الاحتفال بهذا اليوم فرصة للتداول بشأن سبل التكفل الملائم بهؤلاء الأشخاص وتعزيز الاعتراف بهم وبحقوقهم.