احتضنت مدينة السعيدية، أمس الثلاثاء، لقاء تواصليا وتحسيسيا يتوخى مناقشة السبل الكفيلة بإدماج الأطفال التوحديين في المجتمع، بمشاركة فعاليات ومختصين من المغرب وفرنسا. وقال عبد الهادي الزهواني، عن "شبكة صحة مغاربة العالم"، إن هذا اللقاء الذي نظمته جمعية "أطفال الشمس" بتنسيق مع عمالة إقليمبركان، يشكل مناسبة لتقاسم التجارب حول المشاكل المتعلقة بمرض التوحد ومناقشة الوسائل التي من شأنها مساعدة الأطفال التوحديين، خاصة بمدينة بركان، من خلال الاستفادة من خبرات المشرفين على بعض مراكز التكفل بالأشخاص التوحديين بفرنسا التي راكمت تجارب هامة في هذا المجال. وأشار إلى أن الجمعية تعتزم، بتعاون مع المشاركين في اللقاء ومختلف المتدخلين خاصة في الميدان الصحي، تنظيم حملة طبية خلال السنة القادمة لتشخيص هذا المرض لدى الأطفال بالجهة الشرقية مع العمل على إحداث مركز للتشخيص المبكر للمرض سيسهل العلاج ويخفف من تكاليف التنقل إلى مراكز بعيدة عن الجهة. وأضاف أن الجمعية ستحاول أيضا بتنسيق مع النيابة الإقليمية للتعليم ببركان، إحداث قسمين دراسيين متخصصين من أجل تمكين هؤلاء الأطفال التوحديين من حقهم في التمدرس وذلك بالعمل على إدماجهم في المؤسسة التعليمية إلى جانب زملائهم بالأقسام العادية. من جهته، أكد جان ماري تيتار نائب بمقاطعة إفيلين الفرنسية على أهمية الكشف المبكر عن المرض في تسهيل العلاج عبر الاستفادة من التكوين الجيد للأطباء والمختصين في المجال، مبرزا أن فرنسا عملت على إدماج الأشخاص التوحديين في الوسط الدراسي والمراكز الخاصة، لاسيما من خلال خلق أقسام خاصة بهذه الفئة داخل مؤسسات تعليمة عادية. من جانبه، أبرز ألبير بيشيرور، مساعد عمدة مدينة مورو الفرنسية، تجربة مقاطعته مع الأطفال التوحديين وأسرهم، مشيرا إلى أن معالجة هذا المشكل ترتكز أساسا على الإدماج الدراسي لهؤلاء الأطفال من خلال إحداث أقسام مدمجة داخل المؤسسة وإشراكهم في كل الأنشطة المدرسية إلى جانب زملائهم بنفس المؤسسة لكن ببيداغوجية ومنهجية مختلفة، مضيفا أنه في حالة الشعور بتحسن الطفل التوحدي وتحسن قدراته الذهنية والعقلية يتم إدماجه في الأقسام العادية من أجل متابعة دراسته بشكل عادي. بدورها، أبرزت مونية بوجمعاوي، رئيسة جمعية "أطفال الشمس" ، الأهداف الأساسية للجمعية، التي يوجد مقرها الرئيسي بمدينة مورو الفرنسية، والمتمثلة بالأساس في إدماج الأطفال التوحديين في الأقسام الدراسية المتخصصة عبر التكفل بهم إلى غاية إدماجهم في المدارس العادية. وتضمن برنامج هذا اللقاء مجموعة من المداخلات التي انصبت أساسا حول كيفية استقبال الأطفال التوحديين وأهمية تسجيلهم في الأقسام المتخصصة، بالإضافة إلى مناقشة آخر الأبحاث التي تم التوصل إليها بخصوص مسببات المرض ومدى مساهمة الكفاءات المغربية المقيمة في الخارج في تقديم المساعدة والعون للأشخاص التوحديين.