افتتحت صباح اليوم الجمعة بالرباط أشغال الملتقى المغربي الفرنسي المغربي حول "التوحد .. نظرات متقاطعة"، الذي يهدف إلى مناقشة الصعوبات التي تعترض الأطفال التوحديين، وكذا المبادرات المتخذة من أجل مواكبتهم وإدماجهم في المجتمع. وأكد المشاركون في افتتاح هذا اللقاء، الذي ينظمه المركز الوطني محمد السادس للمعاقين، أهمية التشخيص المبكر لهذا المرض باعتباره يمكن من التكفل السريع بالمصابين به، والحد من تفاقم الاضطرابات السلوكية عندهم. وأوضح البروفيسور فؤاد بنشقرون، المختص في الطب النفسي للأطفال والتحليل النفسي، في مداخلة بالمناسبة، أن الأطفال التوحديين يمكن أن يكون لهم أداء جيد، ولكن المحيط الاجتماعي يمكن أن يعمق في بعض الأحيان من معاناة المرضى وذويهم. وأكد أن التشخيص المبكر لمرض التوحد يمكن من ضمان استقرار وتأقلم أفضل للأطفال المصابين به في المجتمع. من جانبه، أبرز الدكتور عبد الله الورديني، المختص في الطب النفسي للأطفال والتحليل النفسي، تعقيد مرحلة المراهقة عند التوحديين، مشيرا، على الخصوص، إلى التغيرات السلوكية وصعوبات تنمية العلاقات الاجتماعية وبروز أمراض أخرى من قبيل مرض الصرع. وقال الدكتور الورديني إنه مع مرور السنوات تبدو لدى الطفل التوحدي سلوكات عنيفة، ويصبح تدبير هذا المشكل جد صعب بشكل يومي، مبرزا غياب مؤسسات متخصصة بالمغرب خاصة بالتوحديين المراهقين. من جهته، توقف الدكتور ميشيل فرويتيي (متخصص في علم النفس ومحلل نفساني-فرنسا)، عند دور تفسير الرسومات التي ينجزها الأطفال التوحديون في عملية العلاج. وأكد الدكتور فرويتيي أهمية اعتماد هذا المنهج في علاج الأطفال التوحديين ونموهم وتحفيز وعيهم بما هم عليه، مضيفا، من جانب آخر، أن عنصر الاستماع للمصابين بهذا المرض يشكل أمرا في غاية الأهمية وتحديا حقيقيا يواجه المعالج. ويناقش المشاركون في هذا الملتقى، المنظم على مدى يومين، محاور تتعلق، على الخصوص، ب`"الجوانب السريرية والمرضية النفسية للتوحد"، و"الأسرة والمؤسسة .. أي علاقة ?" و"التوحد والثقافة"، و"التوحد .. من الجوانب الوراثية إلى التشخيص المبكر".