في أول خطوة إيجابية من نوعها، أعلن بمدينة إفران عن إحداث مجلس للماء "أغرا وامان"، من أجل تدبير الخدمات الإيكولوجية للمناطق الرطبة بالأطلس المتوسط وتشمل ست بحيرات بالأطلس، هي ضاية عوا، وإفراح وحشلاف (الجماعة القروية ضاية عوا)، وإيفران وأفنورير ( جماعة عين اللوح)، وتيفوناسين (الجماعتان القرويتان تمحضيت وسيدي المخفي). وتندرج هذه المبادرة، التي أعلن عنها خلال ورشة تكوينية لفائدة ممثلي السكان المحليين المجاورين لبحيرات الأطلس المتوسط نظمها يومي 23 و24 يناير الجاري، الصندوق العالمي للطبيعة- فرع المغرب-، بشراكة مع وكالة الحوض المائي لسبو، وجمعية مدرسي علوم الحياة، في إطار مشروع "إيكوفون سبو" للصندوق العالمي للطبيعة، الذي يهدف إلى الترويج لمقاربة جديدة لإدارة فعالة للموارد المائية لمنطقة حوض سبو، تأخذ بعين الاعتبار الخدمات الإيكولوجية ودورها في المساهمة في تحسين ظروف عيش الإنسان، خاصة السكان المحليين المجاورين لبحيرات الأطلس المتوسط. وقالت المشرفة على برنامج الصندوق العالمي للطبيعة بالمغرب إن المجلس أحدث بعد دراسة حول المناطق الرطبة بالأطلس المتوسط، أنجزها الصندوق بشراكة مع وكالة الحوض المائي لسبو وبمشاركة باحثين في علم الإيكولوجيا بجامعة مولاي إسماعيل بمكناس، من أجل حماية والمحافظة على الموارد المائية السطحية بالأطلس المتوسط واستدامة جودتها، والحفاظ على المنظومة الإيكولوجية، التي تنتج الماء وتوفر تنوعا بيئيا متميزا بالمنطقة، فضلا عن ضمان ديمومة العناصر المكونة لهذه المنظومة، وضمان استمرار أدوارها الاقتصادية والاجتماعية والبيئية .كما سيعمل الصندوق على تأطير وتكوين أعضاء هذا المجلس ومواكبتهم، ودعم قدراتهم في مجال حماية البيئة واستيعابهم لمفهوم تأدية الخدمات الإيكولوجية، وتحسين عيش السكان المحليين ليصبحوا شركاء في التنمية المحلية. ويرى مهتمون بالشأن البيئي في تصريحات ل"المغربية"، أن من بين مهام المجلس التوعية وتحسيس السكان المحليين بأدوار المنظومات المائية محليا ووطنيا، إضافة إلى اقتراح وبلورة مشاريع وبرامج لحماية هذه المنظومة، بالنظر إلى الخدمات الإيكولوجية لمناطق البحيرات، وحماية التنوع البيولوجي وتعبئة الفرشات المائية الباطنية، وامتصاص الغازات المؤدية الى الاحتباس الحراري، والمساهمة في تنقية المياه من الشوائب والتلوث. يشار إلى أن مجلس الماء المحدث يعد أول مبادرة بالمغرب من نوعها في مجال حماية المنظومة الإيكولوجية بالمناطق الرطبة، ويتشكل من 21 عضوا، يمثلون السكان المحليين والجماعات القروية التي توجد بها هذه البحيرات الست، وكذا فعاليات المجتمع المدني.