سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
تحسين مستوى عيش الساكنة القروية وترشيد استعمال مياه الري والرفع من الإنتاجية والمردودية جلالة الملك يترأس بإفران حفل التوقيع على اتفاقية تهم الإعداد الهيدروفلاحي وبناء وتجهيز نقط الماء بالإقليم
ترأس جلالة الملك محمد السادس ، يوم الأربعاء بمدينة إفران ، حفل التوقيع على اتفاقية تهم تنفيذ مشروع الإعداد الهيدروفلاحي وبناء وتجهيز نقط الماء بإقليم إفران ، والذي رصدت له اعتمادات بقيمة 42 مليون درهم. وقد وقع هذه الاتفاقية السادة شكيب بنموسى وزير الداخلية، وعزيز أخنوش وزير الفلاحة والصيد البحري، وكريم قسي لحلو عامل اقليمافران، وبوبكر بوشريط رئيس المجلس الاقليمي، ومهدي فخيم لمراني رئيس مجموعة الجماعات «التنمية». ويهدف هذا المشروع إلى تحسين مستوى عيش الساكنة القروية وترشيد استعمال مياه الري ومحاربة آثار الجفاف وتحسين مردودية شبكة الري وتلبية الحاجيات المائية للمزروعات والرفع من الإنتاجية والمردودية. وتتوزع مكونات المشروع ما بين بناء السواقي والمنشآت الفنية الملحقة بها على طول 85 كلم وترميم وإصلاح السواقي المتضررة على طول 20 كلم وبناء وتجهيز تسع نقط ماء وبناء مواريد للماشية وتنظيم الفلاحين في إطار جمعيات مستعملي المياه للأغراض الزراعية وتقوية قدرات الفلاحين التنظيمية والتدبيرية. وسيتم تمويل المشروع في إطار شراكة بين وزارة الفلاحة والصيد البحري (25 مليون و 200 ألف درهم)، ووزارة الداخلية (8 ملايين درهم ) ، ومجموعة الجماعات «التنمية» والمجلس الإقليمي ( 8 ملايين و 800 الف درهم). ويستهدف المشروع ثماني جماعات قروية تضم 16 دائرة سقوية، وستستفيد منه ساكنة تقدر ب 78 الف نسمة من بينهم 12 الف فلاحا. وسينفذ مشروع الإعداد الهيدروفلاحي وبناء وتجهيز نقط الماء بإقليم إفران على مساحة 10 آلاف هكتار، وسيساهم في تكثيف الانتاج النباتي بما يناهز 147 بالمائة وخصوصا الحبوب ( 7320 هكتار) والقطاني (60 هكتارا) والزراعات الكلئية (1800 هكتارا) والخضروات (90 هكتارا) والمغروسات ( 730 هكتار). وسيساهم المشروع ،الذي سيتم إنجازه في ظرف سنتين، في الرفع من قيمة الإنتاج بما يناهز 15 ألف و 800 درهم للهكتار في السنة ،كما سيخلق نحو 210 آلاف يوم عمل أثناء مدة الإنجاز، و 550 ألف يوم عمل سنويا بعد الإنجاز. وتقدر المردودية الصافية للهكتار بالمنطقة حاليا ب 14 ألف و 200 درهم، وستنتقل بفضل هذا المشروع إلى 30 ألف درهم، بينما سينتقل الانتاج إلى 300 مليون و 802 ألف درهم مقابل 96 مليون و 300 ألف درهم حاليا. وقدمت لجلالة الملك بالمناسبة معطيات حول عدد من البرامج الهدروفلاحية التي تهم وضعية وتدبير الموارد المائية بإقليم افران والموارد الطبيعية والتنوع البيولوجي والمشهد الطبيعي بالاقليم ، وبرنامج تهيئة مجاري المياه بحوض افران ومشروع تهيئة محطة تربية الغرن النهري برأس الماء. فبخصوص وضعية الموارد المائية بالإقليم، فقد تم حتى متم 2007 تسجيل انخفاض في التساقطات بمعدل 18 بالمائة مع ارتفاع ملحوظ لوتيرة الجفاف منذ 1972، وهو ما أثر سلبا على الفرشة المائية وعلى عمليات التزود الطبيعي بالماء لعدد من المواقع خاصة ضاية عوا. ويعرف الاقليم أيضا اختلالا في التوازنات نتيجة للإستغلال المفرط للموارد المائية ، وقد نتج عن هذه الاختلالات ، بالأساس ، تراجع في صبيب العيون المنتشرة بالإقليم قدر بحوالي 50 بالمائة. وبالمقابل توسعت المساحات المزروعة السقوية بحيث انتقلت من 1200 هكتارا سنة 1996 إلى 5 آلاف هكتار سنة 2007. كما أن الاتجاه العام للمعطيات الهيدرومائية بالاقليم يفيد باختلال توازن النظم الطبيعية حيث تمثل البحيرات الطبيعية ووادي افران مجالات مؤشرة على هذا الاتجاه، وذلك نتيجة مجموعة من العوامل تتمثل أساسا في صعوبة تعبئة الموارد الجوفية بفعل طبيعة التشكيلات الجيولوجية بالمنطقة ، وعدم انتظام التساقطات والاستغلال غير المعقلن للموارد الطبيعية وهشاشة الانظمة الايكولوجية.) ولتجاوز هذه الاختلالات يتم تنفيذ مجموعة من التدابير تروم التقليص من الاستغلال المفرط للموارد المائية ( من خلال الحد من المساحات المسقية ومنع توسيع الدوائر السقوية وتشجيع استعمال موارد مائية بديلة وتشجيع تقنية السقي المحوري وإحداث دوائر لمراقبة وتدبير المياه)، وإعادة استغلال المياه المستعملة التي تتم معالجتها على مستوى الاقليم، والقيام بدراسة جدوى لتحويل مياه سبو العليا للاستجابة للحاجيات من المياه الصالحة للشرب وكذا مياه الري التي يتم تأمينها حاليا عبر تقنية الضخ وإحداث سد مداز على واد سبو بحقينة تقدر ب 600 مليون مترا مكعبا لحماية المدينة من الفيضانات والمساهمة في إنتاج الطاقة الكهربائية وفي توفير مياه الري. كما يتم تفيعل برنامج لتدبير الموارد المائية لتغذية البحيرات الطبيعية ووادي افران، يتضمن بالخصوص بناء سد صغير على واد تزكيت، وبناء سد حاجز ورصيف واقي لتحويل حمولات وادي القنطرة والشعاب المجاورة له في اتجاه ضايتي حشلاف وعوا، وتحويل المياه عبر تقنية الضخ إلى وادي افران انطلاقا من عين زروقة، وتحويل مياه واد تغيت نحو ضاية عوا عبر إحداث منشأة مائية. وعلاوة على موارده المائية، يعتبر اقليمافران مجالا غنيا بالموارد الطبيعية ، حيث يتوفر على غطاء غابوي كثيف ( 42 بالمائة) ، وعلى ثروة حيوانية برية وبحرية متنوعة ( 50 بالمائة من اصناف الثدييات و 60 بالمائة من اصناف الطيور على الصعيد الوطني). ويعرف الاقليم تواجد مناظر ومواقع طبيعية خلابة ( وادي افران وشلالات زاوية افران ومضايق القبات وموقع اجابو...)، كما يزخر بموارد مائية مهمة ، حيث يتميز مناخه بتوالي تساقط الثلوج لثلاثة اشهر على الاقل في السنة مع معدل تساقطات سنوي بلغ في المتوسط 90 ملم، علاوة على تواجد العديد من الضايات والبحيرات والمنابع المائية (ضايات عوا وإفراح وحشلاف وافنورير...) ، علما بأن المياه الجوفية بالاقليم تفوق بكثير المياه السطحية ( الفرشة المائية تمتد على مساحة 2370 كلم مربعا). من جهته يعرف التنوع البيولوجي والمشهد الطبيعي لوادي افران عدم تلاؤم في الاستعمالات الحالية مع المستلزمات البيئية للتدبير المستدام علاوة على تدهور محلي للمجال الطبيعي والتنوع البيولوجي للموقع. ولتجاوز هذا الوضع يتم تفعيل مجموعة من المبادرات تروم إعادة تأهيل التنوع البيولوجي بوادي افران رصدت له اعتمادات بقيمة 9 ملايين و 300 الف درهم. ويتضمن البرنامج ، الذي سيتم تنفيذه داخل أجل خمس سنوات ، تكثيف غرس أصناف الأشجار الأصلية وخاصة البلوط الاخضر والارز والدردار ، وتكثيف الأغراس بجنبات الطرق وإحداث مناطق لحماية الثروة الحيوانية والنباتية المهددة بالاندثار وتأهيل النظام البيئي المائي لواد تزغيت عبر تنويع اصناف الأسماك خاصة الغرن النهري والتروتة ، وإحداث محطة لتربية الغرن النهري برأس الماء، وتهيئة فضاءات لتحسيس وتوعية مرتادي الموقع. وبهدف المحافظة على الغرن النهري وتكاثره لإغناء التنوع البيولوجي المائي سيتم تنفيذ مشروع تهيئة محطة تربية الغرن النهري برأس الماء بكلفة تقارب 4 ملايين درهم بهدف تنمية تربية هذا الصنف الحيواني المهدد بالانقراض. وستمكن هذه المحطة من إنتاج 40 ألف وحدة من هذا السمك سنويا ، وستتوفر على مفرخة على مساحة 120 مترا مربعا تضم 16 حوضا إضافة إلى مختبر ووحدة للتخزين.