قالت الشرطة ومسعفون إن انتحاريا يقود حافلة صغيرة فجر نفسه خارج مقهى في حي غالبية سكانه شيعة بالعاصمة العراقية، أول أمس الأحد، ما أدى إلى مقتل 38 شخصا على الأقل. استمرار التفجيرات في العراق وارتفاع عدد الضحايا (خاص) قالت الشرطة إن 12 شخصا على الأقل قتلوا أيضا في سلسلة تفجيرات انتحارية أخرى استهدفت رجال أمن ومباني حكومية في وقت سابق أول أمس الأحد. وتصاعد العنف في العراق مجددا بعد أن تراجع لفترة في أعقاب وصوله إلى ذروته عامي 2006 و2007. وقال مشروع (ضحايا حرب العراق) الذي يتولى تحديث قاعدة بيانات القتلى المدنيين في العنف بالعراق منذ الغزو الأمريكي إن أكثر من سبعة آلاف شخص قتلوا في أعمال عنف في أنحاء البلاد هذا العام. ولم تعلن أي جهة مسؤوليتها عن أي من الهجمات لكن المسلحين السنة كثيرا ما يستهدفون المناطق الشيعية. ووقع التفجير مساء يوم الأحد في حي العامل ببغداد. وقال الشرطي علي مهدي، الذي تتمركز دوريته بالقرب من موقع التفجير، "كان المقهى مكتظا بمشاهدي مباراة في كرة القدم وآخرين يدخنون النرجيلة عندما صعدت حافلة صغيرة الرصيف وانفجرت أمام باب المقهى مباشرة". وأضاف "في البداية ظن الناس أن سائق الحافلة ثمل إلى أن مزق التفجير أجسادهم وغطى الأرض بالأشلاء والأطراف المبتورة". وتصاعدت حدة التوتر الطائفي في العراق والشرق الأوسط بسبب الصراع في سوريا الذي اجتذب إلى ناره سنة وشيعة من شتى أنحاء المنطقة وخارجها. وفي هجمات منسقة على ما يبدو، استهدف مهاجمون عدة مواقع في بلدة راوة على بعد 260 كيلومترا شمال غربي بغداد بتفجيرات واستهدف انتحاري آخر شارعا مزدحما في سامراء بشمال العراق. وقال ضباط لرويترز إن مهاجما قاد سيارته حتى نقطة تفتيش على الطريق الرئيسي المؤدي إلى راوة وفجر نفسه واستهدف آخر مركزا للشرطة وثالثا منزل رئيس المجلس البلدي الذي أصيب بإصابات بالغة في حين قتل ثلاثة آخرون على الأقل. وقالت الشرطة إن مهاجمين يرتديان ملابس الشرطة فجرا سترتيهما الناسفتين داخل مبني المجلس البلدي في راوة، وهو ما أدى إلى مقتل ثلاثة أشخاص بينهم نائب رئيس المجلس. وكانت جماعة الدولة الإسلامية في العراق والشام التي نشأت هذا العام باندماج فرعي تنظيم القاعدة في سوريا والعراق أعلنت مسؤوليتها عن سلسلة هجمات في راوة الشهر الماضي. وأبلغت الشرطة رويترز أن انتحاريا فجر سيارته الملغومة وسط حشد تجمع في موقع انفجار سابق أصغر قرب منزل ضابط شرطة كبير في الضواحي الجنوبية لمدينة سامراء على بعد 100 كيلومتر شمالي بغداد. ولم يكن الضابط ناصر داود موجودا في المنزل عند حدوث الانفجار الثاني غير أن معظم القتلى والمصابين من أفراد أسرته.