نجا الممثل الخاص للأمم المتحدة في العراق، إد ميلكرت، من انفجار وقع في طريق موكبه، بمدينة "النجف"، أول أمس الثلاثاء، في حادث أدى لمقتل رجل شرطة عراقي.ميلكرت في مؤتمر صحفي عقب لقاء السيستاني بالنجف (أ ف ب) وذكرت المنظمة الأممية أن قنبلة مزروعة على جانب الطريق انفجرت في موكب ميلكرت في طريق عودته إلى بغداد، بعد لقاء المرجع الشيعي آية الله علي السيستاني. وتزامن الهجوم مع موجة عنف شهدتها أنحاء مختلفة من العراق، أسفرت عن سقوط 15 قتيلاً وعشرات المصابين. من جانبه، أدان الأمين العام للمنظمة الدولية، بان كي مون، بشدة الهجوم، الذي استهدف موكبا للأمم المتحدة، الذي كان يقل إلى جانب ميلكرت، نائبه جرزي سكوراتوفيكز، وموظفين ببعثة الأممالمتحدة للمساعدة في العراق. ووفقا للبيان المنسوب إلى المتحدث باسم الأمين العام، إذ نجا كل موظفي الأممالمتحدة دون أية إصابات، في الهجوم الذي أدى لمقتل أحد عناصر قوى الأمن العراقية، وإصابة آخرين، بحسب المنظمة. وشدد البيان على أن هذا الاعتداء لن يثني الأممالمتحدة عن مواصلة جهودها في مساعدة الشعب العراقي على طريق المصالحة والازدهار. يشار إلى أن تفجير مقر الأممالمتحدة في بغداد، عام 2003، أسفر عن مقتل المبعوث الدولي، سيرغيو دي ميللو، و22 آخرين وإصابة قرابة 100 وتدمير المكاتب كلياً. وتبنى تنظيم تابع للقاعدة بالعراق مسؤولية الهجوم الانتحاري. من جهة أخرى، لقي 15 شخصاً، على الأقل، مصرعهم، وأصيب عدد آخر في هجمات مختلفة استهدفت قوات الأمن العراقي وزواراً شيعة، وفق مصادر أمنية. وتبرز الهجمات التي شهدتها "تكريت" و"سامراء" و"بيجي" في محافظة "صلاح الدين"، وفي "الموصل"، طفرة عنف جديدة، تتخوف الولاياتالمتحدة من أن يؤدي تماسك المسلحين واستمرار المأزق السياسي لازدياد رقعتها. ولقي 11 من أفراد عائلة واحدة مصرعهم بانفجار دراجة نارية ملغومة بالقرب من مسكن المقدم قيس رشيد التكريتي، في تكريت من بين القتلى والده وثلاث من شقيقاته بالإضافة إلى طفل عمره عام. وأصيب أربعة آخرون في الهجوم الذي وقع أثناء تواجد التكريتي خارج منزله. وفي حادثة أخرى بالمدينة التي تعد مركز محافظة صلاح الدين، اصيب اثنان من أفراد عائلة المقدم خالد أخضر، من الجيش العراقي، بانفجار استهدف مسكنه. كما قتل ثلاثة من ضباط الشرطة، وجرح اثنان آخران بانفجار قنبلة في نقطة تفتيش في "سامراء". وفي "بيجي" هاجم مسلحون بقنابل يدوية منازل طبيب وضابط سابق في الجيش العراقي المنحل واثنين من ناصر "صحوة العراق" الموالية للحكومية، في هجوم أسفر عن سقوط أربعة جرحى. وفي الموصل، اغتال مسلحون ضابط شرطة، فيما أصيب 12 من الزوار الإيرانيين بانفجار عبوة ناسفة من اللاصق كانت موضوعة في حافلة في منطقة الكرادة وسط العاصمة بغداد.. على صعيد متصل، كشف مسح للمفوضية العليا للاجئين التابعة للأمم المتحدة نشر أخيرا، أن الكثير من النازحين العراقيين، الذين عادوا إلى بغداد بعد الفرار إلى دول الجوار، أبدوا أسفهم على قرار العودة جراء انعدام الأمن الفعلي، والمشقة الاقتصادي، إلى جانب افتقار الخدمات العامة الأساسية. ووجد المسح أن 61 في المائة من النازحين العائدين ممن جرت مقابلتهم أعربوا عن أسفهم للعودة من الدول، التي لجأوا إليها، عزا 60 في المائة ذلك إلى انعدام الأمن ومخاوف تتعلق بالسلامة الشخصية، حسب المنظمة الدولية. ومازال المشهد العراقي يعيش حالة اضطراب، في أعقاب الانتخابات، التي أدت إلى فوز قائمة "العراقية"، بزعامة السياسي الشيعي العلماني، إياد علاوي، الذي يحظى بتأييد التجمعات السُنية، على قائمة "دولة القانون"، التي يتزعمها رئيس الحكومة "المنتهية ولايته"، نوري المالكي. ويرى مراقبون أن جماعات مسلحة تسعى لاستغلال "الفراغ السياسي"، لمحاولة إدخال العراق في دائرة من العنف الطائفي مجدداً، مثلما حدث عامي 2006 و2007.